دخلت عملية إنقاذ الطفل ريان، الذي سقط في بئر عمقه 32 متراً، مرحلتها الأخيرة، بعدما أوشك الحفر العمودي الموازي للبئر، على الانتهاء، في انتظار بدء الحفر الأفقي نحو مكان تواجد الصغير البالغ من العمر 5 سنوات، وسط ترقّب كبير من كافة المغاربة، الذين يتابعون الواقعة منذ انتشار نبأها قبل أزيد من 48 ساعة.
ويتواجد الطفل في عمق البئر، منذ عشية الثلاثاء الماضي، وهو فاقد للوعي، غير أنه ما يزال يتنفس، وفق آخر ما نقلته عدد من المصادر المتواجدة بعين المكان، بدوار إغران، جماعة تاموروت بإقليم شفشاون، وسط تخييم حالة من حبس الأنفاس لدى المغاربة، الذين يأملون أن يتمكن المنقذون من إخراج الصغير حيا.
حالة الحزن والترقّب، والأمل، لم تقتصر على المغاربة فقط، بل وصلت إلى خارج الحدود أيضا، حيث تفاعلت الشعوب المغاربية في كلّ من موريتانيا، الجزائر، تونس، ليبيا، مصر، مع المستجدات التي تعرفها عملية إنقاذ الطفل ريان، التي وصلت إلى مرحلها الأخيرة، وسط دعوات لا تتوقف بأن يسعف الزمن المنقذين، ويخرجوا الصغير وهو لا يزال على قيد الحياة.
وتفاعلت العديد من الصفحات الجزائرية مع الحادث، حيث تواصل منذ الأربعاء، نقل جميع المستجدات المتعلقة بالطفل ريان، مع تضامن مطلق لشعب الجارة الشرقية مع الصغير العالق في البئر، كما كتبت الروائية أحلام مستغانمي: “كم أوجع قلوبنا هذا الطفل، الصامد منذ أكثر من 49 ساعة في غياهب بئر بلا طعام ولا ماء، كلّ زاده دعوات الناس”.
من جانبه، كتب الإعلامي الجزائري حفيظ الدراج: “قلبي مع الطفل المغربي ريان الذي سقط في بئر بعمق 30 مترا في قرية قرب مدينة شفشاون (شمال المغرب) منذ أكثر من 45 ساعة. الولد لايزال متشبتا بالحياة، وعمليات الإنقاذ متواصلة إلى الآن”، مختتماً: “متعاطف مع عائلته وذويه وأحبته اللهم أخرجه سالما معافى”.
كما تابع الأشقاء في موريتانيا مستجدات عملية إنقاذ ريان، حيث كتب زيدان براهيم: “نمنا البارحة وأملنا في الله كبير أن نستيقظ على خبر إنقاذ الصغير ريان”، مضيفاً أن انهيارات للتربة “منعت من مواصلة الحفر الأفقي بعد أن جهزت السلطات المغربية آلات الحفر اليدوية للمرحلة الأخيرة للوصول للصغير”.
واسترسل الناشط الموريتاني ذاته، أنه “رغم القلق الذي يثيره تأخر الوصول إلى الصغير وحالته الصحية، الأمل كبير في ـن تنفرج الأزمة قبل صلاة الجمعة إن شاء الله”، متابعا: “الحالة الصحية للصغير متدهورة وهو شيء طبيعي نظرا لصغر سنه وطول فترته في الجب (55 ساعة) منذ سقوطه، ولكنه لايزال على قيد الحياة”.
ووصل تضامن الأشقاء الموريتانيين إلى تأليف الشعر، حيث كتب سيدي ولد أمجاد، على حسابه بـ”فيسبوك”، تحت عنوان: “خواطر شعرية حول محنة الطفل المغربي ريان”:
أناجيك يا منان ريان نجه ففي الحفرة الظلماء أرنو لوجهه
صغير بهذا الجب قد تاه خطوه فحوصر تحت الترب في ضيق نهجه
وليس له إلاك رباه رحمة وأوسع باب كي يعود لفجه
وحيد مضى يهفو إلى حضن أمه وأحلامه العذراء أطياف برجه
تعثر والآهات تعصر قلبه ولا شيء إلا الصمت في ليل أوجه
ينادي ابي اعذرني تأخرت عنكم ضللت طريق البيت من بعد حجه
ولكن لطف الله اقوى من الدجى ومن ضيق هذا الكرب من كل رجه
ومن بعد هذا العسر يسر فأبشروا بني المغرب الأقصى الكرام بخرجه
نفرتم خفافا بل ثقالا جميعكم لبسمة طفل حوصرت تحت درجه
ولا غرو ان كنتم اعزاء إنها شهامة من في الدار تزهو كمرجه
اريان لا تحزن فذا الكون شاهد بأنك بدر في غيابات موجه
أخا يونس إني رأيتك واقفا تحدث معنى الصبر عن سر نضجه
لكل جواد كبوة غير انها بضحكة ريان ستعلو بسرجه
وعلى نفس المنوال نسج شاعر موريتاني آخر، هو محمد المامي محمد حامد، الذي كتب على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي بـ”فيسبوك”:
على قلق بضيق بنا المكان
ويذوي في قصائدنا البيان
كأن قلوبنا سقطت جميعا
بقاع الجب حيث ثوى ريان
فيا رباه لا تحبط رجانا
فأنت لنا من الفزع الأمان
ناشط موريتاني آخر، يدعى سيدي عبد الله، كتب في تدوينة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”:
يانسمة اللطف إن الوقت قد حانا .. فلتسندي بحنو الأم ريانا
وحلقي فوقه روحا مباركة .. تحيل أنفاس ذاك الجب ريحانا
هذي أصابعه الصغرى تفتش عن..حبل النجاة وعزم الطفل مالانا
كأن في روحه من يوسف ألق .. يزيده بقضاء الله إيمانا
يارب إنا لنرجوا أن تسلمه .. حتى يعود بفضل منك جذلانا
هذا، وعملت العديد من الصفحات التونسية والمصرية والليبية، على نقل أطوار ما يقع خلال عملية إنقاذ الطفل ريان، التي ما تزال جارية إلى الآن، مع تضامن الملايين من المغردين من هذه البلدان وغيرها، مع أسرة وعائلة الصغير، معربين عن حزنهم العميق منذ علمهم بالموضوع، وألمه الشديد لمقاطع الفيديو التي تظهره في أسفل البئر.
تعليقات الزوار ( 0 )