تقع على عاتق الصحافي خاصة في لحظة تتعلق بالاستحقاقات الانتخابية مسؤولية مرتبطة بخدمة المواطنين عبر مدهم بالمعلومات الصحيحة، ونقل الخبر بين السياسي والمواطن لاسيما وأن عملية نقل الخبر يمكن أن تلعب دورا في الاختيارات السياسية.
تحديات تواجه الصحافيين
وترتبط الاستحقاقات الانتخابية التي يعرفها المغرب خلال العام 2021، بمجموعة من التحديات والتي تكمن وفقا لأستاذ القانون الدستوري أحمد بوز في التأثير في المشاركة الانتخابية، أي إلى أي حد تعتبر وسائل الاعلام قادرة على خلق ما يسمي برأي عام إيجابي وردم الهوة بين الناخبين والانتخابات.
وفي ذات الصدد يعتبر البوز أن التأثير في النتائج من بين أبرز التحديات نظرا لكون الإعلام يصنع نتائج الانتخابات وفي قلب العملية الانتخابية إلى جانب التأثير في تفضيلات الناخبين وفي سلوك الفاعلين في العملية الانتخابية من ناخبين وإدارة ومتنافسين وأحزاب ومرشحين.
بالإضافة إلى أنه من بين التحديات التي يواجهها الصحفيون هي احترام قواعد السلوك المفترضة في المتابعة الإعلامية للعملية الانتخابية وعدم الانجذاب لما يمكن تسميته بالحالة العامة السائدة قبل الانتخابات.
وتعتبر الجهة عينها في دليل التغطية الصحافية الأخلاقية والمحايدة الذي أعده المنتدى المغربي للصحافيين الشباب، أنه من بين الأمور التي يجب على الصحافيين العمل عليها هي التأثير في توجهات الأحزاب السياسية لجعلها تقدم مرشحين أكفاء وتنتبه الى متطلبات تشجيع بعض الفئات.
وفي سياق متصل قال مصطفى اليحياوي، أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الحسن الثاني أن التحدي الأول الذي يواجه الصحافيين هو المنهجية التي يعتمدونها في تغطية الانتخابات.
وأردف في المصدر ذاته أنه من خلال تلك المنهجية يتجنب الصحافيون التورط في تنافسيات غير منتجة وبالتالي ما يحصن عمل الصحافيين هو المنهجية التي ستجعلهم أقرب إلى الموضوعية.
إكراهات تغطية الاستحقاقات المقبلة
وعلاوة عن التحديات السالفة الذكر، تواجه الصحافة إكراهات خاصة بالعملية الانتخابية المقبلة والتي تطرق لها البوز في المصدر نفسه، وتتمثل في تنظيم انتخابات في نظام سلطوي وسياق غير تنافسي، فالسياق المتمثل في جائحة كورونا والتراجعات السياسية والحقوقية التي مست حتى الجسم الإعلامي
بالإضافة إلى صعوبة تخلص الصحافيين من السياسات التحريرية للمنابر الإعلامية والالتباسات والتعقيدات التي يطرحها التداخل بين الحقلين الإعلامي والسياسي في القطاع العام والخاص، يضيف المصدر ذاته.
ولعل من أبرز الاكراهات وفقا للبوز” الإمكانيات المادية والبشرية التي لا تسمح بتغطية دقيقة ومنتشرة وصعوبات بعض القضايا الخاصة مثل التمويل، علاوة على “الإشكاليات التي يطرحها تضخم الإعلام والخلط الموجود فيه وكدا التعاطي مع الترتيبات القانونية يعطي صورة عن طبيعة التناول الإعلامي للانتخابات المقبلة
وأكد أستاذ القانون الدستوري أن “قضية الحصول على المعلومة تطرح إشكالا كبيرا، موضحا معضلة السياسي والإعلامي، حيث يخشى السياسي من المعلومة ويتمثل الصحافي مخبرا ومسخرا يتصيد أخطاءه”..
تعليقات الزوار ( 0 )