شارك المقال
  • تم النسخ

الصُّنَّاع المغاربة يُطيلون حياة الأندلس.. وكلما سقطت “ولا غالب إلا الله” رفعها المغرب

بعبارة “ولا غالب إلا الله” التي اتخذها “بنو نصر” والمعروفون بإسم “بني الأحمر” شعاراً لهم وجعلوها عبارة تُذكّر زوّار الأندلس أن المسلمون كانوا هنا، استهلت نادية رفائيل القرطبي، الباحثة والأستاذة بجامعة برشلونة، تدوينتها لها على صفحتها الرسمية بالفيسبوك، لتنبش في الذاكرة حصن “قصر الحمراء” الأثري وأحد أهم صروح العمارة الإسلامية المسلوبة في الأندلس.

وعنونت نادية رفائيل القرطبي، تدوينتها المقتضبة بـ”كلما سقطت “ولا غالب إلا الله” رفعها المغرب”، وذلك في إشارة إلى اليد المغربية الحرفية التي طورت الحرف والفنون التقليدية في عهد المرابطين وفي عهد الموحدين، إذ حيث شهد المغرب حركة عمرانية ونهضة حرفية، وبلغ مرحلة من الازدهار الحرفي على عهد بني مرين”.

وأضافت في التدوينة ذاتها، “أنه دائما وفي كل وقت ومنذ عقود، كلما احتاجت الأندلس لأعمال الصيانة والتجديد أرسلت في طلب المهندسين والحرفيين من دولة المغرب تحديدا..”.

وأردفت، “أقول تحديدا أي الأكثرية.. شخصيا أعرف الكثير منهم…نساء ورجال في غاية العلم والرقي والإتقان يتفنون في صيانة وإرجاع الآثار والقلاع والقصور والكتابات والفسيفساء وكأنها صنعت البارحة..وكأنهم شاركوا المهندسين الأندلسيين الأوائل في بناء هذه الصروح العظيمة…إرث ودماء وعطاء”.

وختمت الباحثة والأستاذة بجامعة برشلونة  تدوينتها بالقول: إن “المغرب ليست فقط نسخة عن الأندلس التي كانت غاية في الرقي والجمال والعادات والتقاليد.. بل أكثر…المغرب أطال حياة الأندلس… وكلما سقطت “ولا غالب إلا الله” رفعها المغرب”.

ونتيجة للدينامية التاريخية والثقافية المتدفقة منذ قرون طويلة، فإن الأندلس تعتبر قطعة من أرواح المغاربة، فما بين المغرب والأندلس لا يموت، وسيجعل دائما من أي عبور بين العدوتين خاصا.

ويوثق الدستور المغربي هذه الدينامية بأن “المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية وبصيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الأفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية”.

وتعتبر هذه الروافد هي تاريخنا المشترك دينيا وسياسيا واقتصاديا وعلميا وفكريا ومعماريا واجتماعيا، وأخوتنا، تلك التي اتصلت بالأندلس، أو وسم بها الموريسكيون حواضر مغربية إلى يومنا هذا بطابع أندلسي بديع، والاحتفاء بها احتفاء بالإرث المشترك والإنساني، كما الحزن لأجل مآسيها من إنسانيتنا قبل أن يكون لأجل انتماءاتنا.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي