Share
  • Link copied

الصيد والتلوريوم: هذه هي الطائرة المغربية المسيرة المتمركزة في الصّحراء

حدّد المغرب الجبهة الجنوبية، رسمياً، كموقع لطائرة “هارفانغ”، وهي طائرة مسيّرة غير مسلحة، فرنسية إسرائيلية “التصميم” بشكل مشترك، في مدينة الداخلة لتلبية احتياجات المراقبة الساحلية قبالة جزر الكناري. 

وتم تطوير الطائرات بدون طيار الـ”درون” من نوع “هارفانغ” المتطورة، خصيصا للقوات الجوية الفرنسية من قبل EADS الفرنسية، التي أصبحت الآن جزءا من شركة إيرباص SE الأوروبية العملاقة لصناعة الطيران، وشركة IAI الإسرائيلية.

وتم بناء الطائرة “هارفانغ” على أساس IAI Heron الإسرائيلي وهي جزء من حزمة شراء كان قد طلبها المغرب من فرنسا سنة 2014، تبلغ قيمتها 48 مليون دولار.

وبوزن إقلاع يبلغ 1200 كيلوغرام، يمكن أن تحمل الـ”هارفانغ” حمولة 250 كيلو على ارتفاع 7500 متر خلال فترة 24 ساعة.

وتتميز الطائرة المسيّرة غير مسلحة من طراز هارفانغ، بنظام بصري مستقر مع أجهزة استشعار للتلفزيون والأشعة تحت الحمراء، ومخصص ليزر يعمل كمحدد المدى، ورادار عالي الدقة بفتحة تركيبية مع إلغاء صدى ثابت.

وتنتمي الطائرة المسيرة التي تتخذ من الداخلة مقراً لها إلى سلاح القوات الملكية الجوية المغربية، وهذا يعني حسب صحيفة Diario de Avisos، أن المحور الجوي للرباط – تل أبيب – باريس قد تم تشكيله وهو الآن يعمل بكامل طاقته في الصحراء مع احتمال تمديد العمليات إلى ما بعد الصحراء في الجزائر.

وأضاف المصدر ذاته، أن مقتل قيادي عسكري كبير في جبهة البوليساريو، الداه البندير، قائد سلاح الدرك الوطني في الجبهة، في غارة بطائرة مسيرة مغربية في الصحراء شكل نقطة تحول، وأنه من الواضح أن الجزائر يمكن أن تزود جبهة البوليساريو بطائراتها بدون طيار.

وزعمت جبهة البوليساريو، يوم أمس، أنها التقطت صورة لطائرة من دون طيار مغربية، على الأرجح من نوع “هارفانغ” الفرنسية الاسرائيلية، حطت بمطار الداخلة حوالي الساعة 16:30.

ويستعمل المغرب مجموعة من الطائرات من دون طيار منها طائرات إسرائيلية من نوع “هيرون”، وطائرات “هارفانغ”، وطائرات “إم كيو 9″، وطائرات “بريداتور” الأمريكية.

كما اشترت القوات المسلحة الملكية طائرات بدون طيار صينية من نوع “وينغ لونغ”، في حين تداولت أنباء عن شراء طائرات تركية من دون طيار من نوع “بيرقدار تي بي 2”.

ويشار إلى أن مجلس النواب المغربي صادق السنة الماضية، على مشروع قانون لترسيم الحدود البحرية بما فيها المجاورة لجزر الكناري في المحيط الأطلسي، بما يشمل إقليم الصحراء، أمام رفض إسباني شديد، حيث ربط البعض هذا الرفض الإسباني بجبل “تروبيك” البركاني، المحتوي على حجم كبير من المعادن النفيسة، على رأسها “التيلوريوم”.

ويُواصِلُ المغرب عبر الآلة الدبلوماسية الهادئة، قطع الطريق أمام أطماع القوى الدولية المختلفة الساعية إلى استنزاف خيرات البلاد واستفزازه بشتى الطرق في محاولات فاشلة من أجل تحقيق بعض المصالح الاقتصادية في المنطقة.

وأعزى عدد من المتتبعين أسباب الفجوة الأخيرة في العلاقات بين الرباط ومدريد، إلى رغبة الأخيرة في الاستحواذ على ثروات جبل “تروبيك” المغربي، الغني بالمعادن التي تدخل في صناعات مُتعددة، إضافة إلى معارضتها لاعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه.

ويضم جبل “التروبيك” ثروات هائلة نظير التيلوريوم والكوبالت والنيكل والرصاص والفاناديوم والليثيوم، وهي عناصر تستخدم في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية واللوائح الشمسية والهواتف الذكية.

وتُقدر احتياطيات جبل “تروبيك” من التيلوريوم بنحو 10 في المئة من الاحتياطي العالمي، في حين يحتوي على مخزون ضخم من الكوبالت يكفي لتصنيع أكثر من 270 مليون سيارة كهربائية، وهو ما يمثل 54 ضعف ما تمتلكه جميع دول العالم من هذا النوع من السيارات الحديثة والصديقة للبيئة.

Share
  • Link copied
المقال التالي