قال مدير مختبر الدراسات السياسية والقانون العام، سعيد الصديقي، إن الوضعية التي تعيشها البلاد الآن، والتي تسببت فيها جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، قد تسرع من تقدم الجامعة المغربية وتربط خريجها أكثر بالجامعة، وستدفع بالتعليم سنوات إلى الأمام.
وأضاف مدير مختبر الدراسات السياسية والقانون العام، في مداخلة له في ندوة تفاعلية عن بعد بتثها جريدة “بناصا” على موقعها لإلكتروني وعلى صفحتها الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”، تحت عنوان “الجامعة المغربية في زمن الوباء: تقييم لمسار التعليم عن بعد”، أن “الوضعية التي نعيشها الأن هي بدون شك محنة، ولكن هي في نفس الوقت فرصة لنتقدم إلى الأمام بإعتماد أليات تقنية في التواصل مع الطلبة لتلقين الدرس”، كما أن “هذه الجائحة سرعت من التحول الذي كان لابد أن يقع ربما بعد سنوات أو عقود، وهذه الجائحة أتت لتسرع من عملية التحول ولتدفعنا إلى إعادة النظر في البحث العلمي حيث سيكون المصدر الأساسي هو المراجع ذات الصيغ الإلكترونية”.
وتابع سعيد الصديقي، القول في الندوة التفاعلية التي سيرها الصحافي نور الدين لشهب، أن “ما نحتاجه اليوم في الجامعات المغربية هو تعزيز التعليم الإلكتروني، موضحا أن “هناك لبس في تحديد مفهوم التعليم عن بعد، لأن هناك أنواع من التعلم والتدريس وكل نوع يقتضي أساليب معينة، لذلك ينبغي أن نميز على الأقل أربع أنواع من التعليم لها علاقة مع ما نشهده اليوم؛ الأول يسمى بالتعليم عن بعد، والثاني هو التعليم الإلكتروني، والثالث هو التعليم بالإنترنيت وهو الذي نشهده الأن إذا استثناينا ما يتم عن طريق التلفزيون والراديو، والمفهوم الرابع هو التعليم المندمج”، كما نحتاج ايضا في الجامعة المغربية إلى “ثورة على مستوى الأساتذة وعلى مستوى المناهج والإدارة وعلى مستوى طرق العمل واليات التوظيف”.
وأشار الصديقي إلى أنه “في حالة ما إذا استمرت الجامعة المغربية على نفس المنوال التي هي عليه، مثلا فيما يتعلق بالمناهج وتقسيم الفروع العلمية، اذ لازلنا رهنين بما تركته فرنسا وبما نستلهمه من تجاربها ومناهجها، فمثلا الأساتذة المتخصصين في العلاقات الدولية على المستوى الدولي يصنفون ضمن العلوم السياسية التي تدرس في جل الجامعات العالمية في كلية الأداب، بينما في المغرب تدرس ضمن تخصص القانون العام وفي كلية الحقوق، فلن تحقق أي تقدم”.
وأكد مدير مختبر الدراسات السياسية والقانون العام، أن “ما ينقص الجامعة المغربية اليوم هو إنتاج الأفكار، التي ليست بالضرورة أن ينتجها المسؤول في الجامعة من الصفر، بل يمكن أن يستلهمها من تجارب جامعات بدأت من وضعية ضعيفة ومزرية ثم إنطلقت في مسار الجامعات المصنفة عالميا”، مردفا أن “مسألة إنتاج الأفكار واستلهام التجارب هي مسألة في غاية الأهمية وتتوقف على من يقود الجامعة، التي تحتاج إلى قيادة ملهمة وإلا ستظل تنتج الوضع القائم ولن يتغير أي شئ”.
كانت بحق ندوة غنية بالأفكار، تحية تقدير واحترام للدكتور سعيد الصديقي على المجهودات الكبيرة لتقاسم معارفه وأفكاره القيمة مع متتبعيه.
شكرا لك التميز في كل شيء والبحث عن ما يطورنا هو الخطة لتحقيق التقدم وبناء صرح التعليم العظيم الذي عليه المعول في بناء الحضارات وتطوير المجتمعات .