Share
  • Link copied

الصحافي يونس دافقير .. الراحلة سمية بنخلدون.. حزب العدالة والتنمية.. وبدعة “الإجرام السياسي”

توفيت الأستاذة الفاضلة السيدة سمية بنخلدون رحمها الله تعالى، وكأمثالها من مشاهير العمل السياسي والمدني، فإن جنازتها ونعيها يصطبغ بطعم خاص، وببوح خاص.

من هذا البوح الذي يجب التوقف عنده ما كتبه الصحافي يونس دافقير عقب وفاة الراحلة رحمها الله تعالى.

كتب يونس دافقير مقالا أنصح الجميع بقراءته، وأدعو إخضاعه لمبضع التشريح السياسي والسيميائي واللساني والأخلاقي.

كتب دافقير في مستهل مقاله أن الحقل السياسي تُقترف فيه جرائم ضد الإنسانية، وأنه شاهد عيان على تلك الجرائم.

هكذا استعمل كلمة “جرائم”، ولم يبين أنها جرائم بسيطة، بل وصفها ونعتها بأنها جرائم ضد الإنسانية، وغني عن البيان أن الجرائم ضد الإنسانية من أقسى الجرائم التي تستحق أقسى العقوبات.

لكن، ما هي الجرائم التي سيكشف عن بعض تفاصيلها يونس في هذا المقال؟

سيرجع إلى لحظة من اللحظات الشخصية للسيدة سمية وهي حدث زواجها من زميلها في الحزب والحكومة الحبيب الشوباني، وما صاحبها من حملة تشهير بها وبحزبها.

ولمقال يونس دافقير أهمية كبرى لأنه “شاهد” على تلك الجريمة حسب تصريحه.

أما نحن فلا نعتبر يونس “شاهدا” بل نعتبره من مقترفي تلك الجريمة ومن أعضاء عصابتها حسب بَوْحه الأخير، لأنه اعترف بأنه كتب مقالا قاسيا في الموضوع، وبرّر ذلك بكونه كتبه وفق أدبيات “منطق الصراع الإيديولوجي والسياسي”.

يونس “مجرم” وليس “شاهدا”. وبَوح المجرمين له أهميته القصوى في إثبات البراءة أو في إثبات التهمة.

اعترف يونس في مقاله بأن الضرب في سمية كان “مبرحا”، وأنه لم يكن “قاسيا”، بل كان “وحشيا”.

اعترف يونس بأن تلك الحملة كانت “عدوانا” على حياة شخصية.

لنتأمل عبارات يونس ومفرداته: “جرائم ضد الإنسانية”، “الضرب المبرح”، “العدوان”، “الوحشية”،

كتب يونس عبارة واضحة: “في السياسة نطحن البشر”، والطحن يلزم منه وجود الطاحن وإرادة الطحن وآليات الطحن.

** “إرادة الطحن” عبّر عنها يونس دافقير بقوله: “حين يطلق أحدهم الطاحونة كانت تنطلق عمياء لا رحمة ولا شفقة”.

هذه العبارة جد مهمة في مقال يونس، لكن عبارة يونس لم تعرج على ذكر “الطاحن”، واكتفى بـ”أحدهم”، فمَن “أحدهم” الذي أرد عملية الطحن؟

** أما “آليات الطحن” فنتذكر منها يونس نفسه، أما المباشر الأول لعملية الطحن فلم يكن سوى صديقه عمر، وآخرون.

لكن، ما الهدف من عملية الطحن التي استوجبت اقتراف جرائم ضد الإنسانية والعدوان والوحشية؟

الهدف من الطحن نقتبسه من عبارات وردت في مقال/بوح يونس.

قال يونس: “كان على البيجيدي أن يسقط من الحكومة”.

وقال يونس: “كان يهمني الحزب وليس سمية”.

وقال يونس: “حزب في الحكومة يجب أن يضعف ليسقط”.

هذه عبارات يونس نقلناها بأمانة لنبين الهدف من ممارسة الطحن السياسي.

إن “إسقاط حزب سياسي” إن صدقت أقوال يونس يعد جريمة ضد الوطن، لأن العدوان على حزب والتشهير بأفراده وقيادييه هو في المحصلة ضرب للسياسة وقتل للسياسة، فمن الذي يستفيد من قتل السياسة في هذا الوطن؟

وإذا تجاوزنا سمية رحمها الله، فيحق لنا أن ننتقل من الخاص إلى العام:

هل ما وقع للزفزافي ومن معه من معتقلي الحراك بالريف هو قضية جنائية ارتكبوها أم أن “أحدهم” أطلق الطاحونة ضدهم؟

هل قضية توفيق بوعشرين هي جريمة الاتجار بالبشر أم أنها “عدوان” عليه وعلى خطه التحريري؟

هل قضية الصديق سليمان الريسوني والتشهير به مؤطرة بعبارة يونس: “في السياسة نطحن البشر” أم أنها قضية جنائية ليست طحنا سياسيا؟

مَن “أحدهم” الذي أراد “طحن” هؤلاء؟

هل هو “أحدهم” الذي أراد “طحن” البيجيدي؟ أم أنه “أحدهم” آخر؟

الشيء الوحيد الذي نعرفه هو أن “آليات الطحن” في قضية سمية هي نفسها آليات طحن بوعشرين والريسوني والراضي والزفزافي، ويونس دافقير أحد الآليات الأثيرة عند الـ”أحدهم”.

هنا أشير إلى أن أغلب “الآليات” صحفيون، فهل صرنا في أغلب وسائل الإعلام أمام صحفيين أم أمام “مقترفي جرائم ضد الإنسانية”؟

في مقال يونس دافقير عن سمية المكلومة المرحومة وردت عبارة: “الضرر الإنساني في النفوس يبقى قائما لا يرحل”.

ذهبت سمية بضرر في نفسها، وبقي بوعشرين والريسوني والراضي والزفزافي ورفاقه بأضرار نفسية ارتكبها صحفيون مجرمون، أو مجرمون صحفيون، وهنا أفتح قوسا لأبين أن دافقير وبعض الصحافيين كانوا موفقين جدا حين فكروا في اختيار ‘العصابة”.

بقيت ملاحظة أخيرة، وهي عبارة وردت في مقال “المنخرط في حملة الجرائم ضد الإنسانية”، وهي قوله: “الغريب أن بعض إخوانها وأخواتها في الحزب لم يرحموها”، وهذا استغراب في محله، و”طحن” البيجيديين لبعض قيادييهم سذاجة سياسية تكررت مع أمينة ماء العينين ومع سعد الدين العثماني وغيرهما.

رحم الله سمية، وهدى الله المجرمين، وجنبنا الله الطحن والطاحنين.

Share
  • Link copied
المقال التالي