جرّت شكوك مجموعة من أتباع حزب العدالة والتنمية في نزاهة الانتخابات الأخيرة، التي لم يحقق فيها “المصباح”، سوى 13 مقعداً، في سقوطٍ مدوٍّ، وغير متوقع، في نزاهة الاستحقاقات التي جرت في الـ 8 من شهر شتنبر الجاري، انتقادات لاذعة لـ”إخوان” المستقيل سعد الدين العثماني، بسبب ما اعتبر محاولة لادعاء المظلومية.
وفي الوقت الذي لم تقم الأحزاب التي انهزمت في انتخابات 2011 و2016، التي آلت نتيجتها لصالح العدالة والتنمية، بأي ردّة فعل، ولم توجه اتهامات التزوير للسلطات، قرّر أتباع “المصباح”، إلقاء اللوم في الهزيمة الكارثية التي مني بها إلى جهات لم يسمها، معتبرين أن هناك تغييراً لإرادة الشعب، والتفافاً عليها.
ونشر حسن حمورو، رئيس اللجنة المركزية لشبيبة العدالة والتنمية، تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، قال فيها: “ظني أن مهندسي مهزلة 8 شتنبر حاصلين.. المغاربة المنتبهون لم ولن يصدقوا خفة اليد التي صنعت النتائج.. وايلي جميع الأحزاب تقدمت إلا العدالة والتنمية… وخا نكونوا أشباح فهاد البلاد !”.
المنوال نفسه، سبق ونسج عليه في أكثر من مناسبة، عبد العزيز أفتاتي، القيادي في “البيجيدي” الذي قال مؤخرا، على إن هناك ثلاث مسارات لا رابع لها في المغرب، إما “إصلاح جدي جذري متنام ينحته الشعب من أجل سيادة قراره بالتوجه رأسا صوب خيار الملكية البرلمانية وحسم الانتقال الديمقراطي”، أو ” فاشية انقلابية نهج البنية العميقة والموازية، المتحالفة مع الكمبرادورات والرأسمال الكبير الريعي الفاسد لبضع عائلات”، أو “ثورة بشتى أجنداتها ومآلاتها واحتمالاتها، في انتظار الذي يأتي ولا يأتي”.
وأثارت هذه الشكوك موجة انتقادات موجهة إلى قادة العدالة والتنمية ممن اختاروا لوم جهات غير معلومة، في السقطة التي وقعت لـ”المصباح”، حيث قال نشطاء، إن الحزب يشكّك فقط في الاستحقاقات التي يخسرها، حيث سبق لقيادييه أن أثاروا الدنيا ولم يقعدوها قبل انتخابات 2016، وروجوا تهمة التزوير حتى قبل خروج النتائج، قبل أن يغيروا رأيهم بعدما تصدرها “البيجيدي” بـ 125 مقعداً.
وفي هذا السياق، كتب عبد الوهاب السحيمي: “عندما حصل البيجيدي سنة 2011 على 107 مقعدا في مجلس النواب وهو بالكاد كان يمني النفس بالحصول على 70 مقعدا، لم يقل أحد منهم بأن الانتخابات كانت مزورة وبأن هناك جهات زَوَّرت لصالحهم”، مضيفاً: “ولما فاز نفس الحزب سنة 2016 بـ 125 مقعدا لم يقل أحد كذلك بأن الانتخابات مزورة، لأن كل أعضاء الحزب كانوا يتوقعون تراجع في عدد مقاعدهم مقارنة مع انتخابات 2011 بسبب قرارات بنكيران المشؤومة”.
وأردف: “ولما فاز نفس الحزب وبالأغلبية المطلقة برئاسة جميع المدن الكبيرة سنة 2015، واكتسح كل العموديات، لم يقولوا آنذاك بأن الانتخابات الجماعية مزورة”، مسترسلاً: “واليوم، مع التراجع المهول في النتائج والتي لها ما يفسرها، بدءا بالضربات المتتالية التي وجهها هذا الحزب لجيوب الطبقة المتوسطة منذ أن تسلم مقالد المسؤولية، مرورا بقمع كل المحتجين السلميين، وانتهاء بتوقيع التطبيع… انتفضوا جميعهم وقالوا بأنها انتخابات مزورة، لقيطة، لا شرعية لها…”.
وأوضح السحيمي في التدوينة نفسها، أن “أي متابع موضوعي، سيعرف بأن هذه النتائج الكارثية للبيجيدي كانت متوقعة، وعادية، نظرا لما اقترفه قادة هذا الحزب في حق المواطنين المغاربة طيلة 10 سنوات، وبدأت ملامح هذه النتائح تظهر مع إعلان نتائج انتخابات المأجورين”، متابعاً: “واش نساوا بأن نقابتهم في التعليم فقدت التمثيلية وانتقلت من 100 مقعد في انتخابات 2015 إلى 27 مقعد في آخر انتخابات؟”.
وواصل السحيمي: “واش فراسهم بأن نقاباتهم في الصحة والعدل والجماعات المحلية هي الأخرى لم تحصل على التمثيلية وعرفت اندحارا غير مسبوق؟”، قبل أن يخلص في ختام تدوينته: “وبالتالي، سقوط البيجيدي كان متوقعا بعد انهيار النقابات القطاعية التابعة للحزب؟”.
تعليقات الزوار ( 0 )