قَالت المندوبية السامية للتخطيط، إنّه نتيجة التأثير المزدوج للجفاف الذي تعرفه بلادنا وتفشي وباء فيروس كورونا في العالم بأسره. فإن تداعيات هذه الأزمة، خلفت عواقب وخيمة على النشاط الاقتصادي الوطني، مما أثر سلبا على سُوق الشغل، في ركود هو الأول من نوعه منذ أكثر من عقدين من الزمن.
وكشفت المندوبية، أخيرا، أنّ عدة قطاعات رئيسية ستتأثر بالنتائج السلبية للأزمة الصحية والاقتصادية، خاصة أنشطة السياحة والنقل والبناء وكذا الصناعات التحويلية التي ستعاني من انخفاض الطلب الخارجي الوارد أساسا من القارة الأوروبية.
وأفادت، أنّ الفصل الثالث من السنة الجارية عرف استمرار الانخفاض البنيوي لمعدل النشاط بسبب الجائحة والجفاف، بحيث أدى ذلك إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات البطالة وسط الشباب والنساء، لاسيما حاملي الشهادات، إذ ارتفع بـ 3.2 نقطة، لينتقل من 15.5 إلى 18.7 في المائة، بينما زاد المعدل 4.9 نقط، ليصل إلى 24.8 في المائة لدى حاملي شهادات التأهيل المهني والتخصص.
وذكرت أرقام المندوبية، في تقريرها، أنّ معدل البطالة خلال السنة الجارية، شهد ارتفاعا قياسيا بـنسبة 3.3 نقاط ما بين الفصل الثالث من سنة 2019 والفصل ذاته من سنة 2020، حيث انتقل من مُعدل 9.4 في المائة إلى 12.7 في المائة، على عكس السنوات الثلاث الفارطة، التي شهدت انخفاضا في معدل البطالة.
وأبرزت المندوبية، أنّ حجم العاطلين ارتفع إلى 368.000 شخص ما بين الفصل الثالث من سنة 2019 والفصل نفسه من سنة 2020، حيث انتقل عددهم من 1.11 مليون إلى 1.48 مليون عاطل، وهو ما يُعادل ارتفاعاً بـ33 في المائة، نتيجة ارتفاع عدد العاطلين بـ276.000 بالوسط الحضري.
وأضافت بأنّ معدل البطالة، بالوسط القروي، عرف أيضا، ارتفاعا قياسيا، ما بين الفصل الثالث من سنة 2019 والفصل ذاته من سنة 2020 حيث وصل حجم العاطلين إلى 92.000 بالوسط القروي، وبالتالي فقد انتقل العدد بين الوسطين من 4.5 إلى 6.8 في المائة، ومن 12.7 إلى 16.5 في المائة.
وعرفت نسبة البطالة لدى النساء مُنحناً تصاعدياً، مقارنة مع الرجال، وذلك من 13,9 في المائة إلى 17,6 في المائة، بينما انتقل هذا المعدل في صفوف الرجال من ثمانية في المائة إلى 11,4 في المائة ، بينما عرف ارتفاعا حادا في صفوف الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و24 سنة، حيث انتقل من 26,7 في المائة إلى 32,3 في المائة.
وذكرت الأرقام الرسمية للمندوبية، بأنّ عدد المغاربة في سن النشاط، المحدد في عمر 15 سنة فما فوق، خلال الفصل الثالث من السنة الجارية، وصل إلى 26.7 ملايين شخص، منهم 11.6 ملايين نشيطون (10.1 مليون نشيط مشتغل، و1.48 مليون عاطل عن العمل)، في حين وصل إلى 15.1 مليون خارج سوق الشغل.
تعليقات الزوار ( 0 )