شارك المقال
  • تم النسخ

الشركات المنتجة للقاحات كوفيد.. أرباح بالملايير وطمع خفي في استمرار الوباء

كثر هم الخاسرون الذين تضرروا منذ بداية الوباء، وعديدون من شكلت الجائحة بالنسبة لهم نقطة تحول نحو الأسوأ، سواء بفقدهم قريبا عزيزا أو عملا قارا أو تجارة جمد نشاطها طول أمد الفيروس، وقد كان من القلة القليلة التي يبدو أنها ستخرج رابحة من هذه الحرب هي شركات صنع اللقاحات، والتي لم تستثن بقعة من بقاع العالم إلى وأوصلت جرعة من جرعات لقاحها إليها.

وقد قدر خبراء أرباح شركات صنع اللقاحات بالملايير، وأضافوا أنه مادام الوباء لم ينته بعد، ومادامت دول العالم مازالت سائرة في حملاتها لتلقيح مواطنيها، فإن هذه الأرقام مرجحة للارتفاع، وأنه إن كان الوباء سيدوم طويلا، فأنه من الصعب جدا التكهن بالقيمة الحقيقية لهذه الأرباح، لكن المعلوم هو أنه سيكون رقما فلكيا.

كما اعتبر خبراء آخرون أن هذه الشركات المصنعة قد كانت ومازلت المستفيدة الأكبر من الجائحة، وأن تسابقها نحو إنتاج لقاح فعال والتنافس فيما بينها حول من يصل لهذا المبتغى أولا، لم يكن رغبة فقط في إنقاذ البشرية وخوفا على الصحة العالمية، بل كان هدفه تحقيق سبق يجعل من كل شركة تحظى بقفزة مالية نوعية، لم تكن لتنالها إن استمر الحال على ما كان عليه. وقد عزز هذا الرأي، رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، حيث قال ” إن الرأسمالية والجشع هما السبب في الحصول على لقاح فيروس كورونا”.

واعتمد البعض الآخر على وجهة نظر أخلاقية، حيث اعتبروا أنه من غير المعقول من الناحية الأخلاقية أن تجني شركات اللقاحات هذا الكم الهائل من الأرباح، وأن تنتعش تجارتها بشكل غير مسبوق، فيما مازالت تعاني قطاعات أخرى كالطيران والفن والسياحة من تأثيرات الفيروس السلبية، كما أكدوا أن الرغبة نحو تحقيق أرباح أخرى ربما تساهم في إبراز طمع خفي لدى هذه الشركات لاستمرار الوباء سنوات أخرى.

ولم تمنع كل هذه الآراء من وجود أخرى وقفت بجانب شركات صنع اللقاحات، واعتبرت أن هذه الشركات قد قدمت خدمة جليلة للإنسانية جمعاء، وأنه لو قمنا بحساب الخسائر التي كان يمكن أن يتكبدها العالم إن لم يتم تطوير اللقاحات بسرعة وتوزيعها على نطاق واسع، لوجدناها تقدر بتريليونات من الدولارات، وأضاف أصحاب الرأي ذاته على أن غياب اللقاح كان يمكن أن يؤدي لانكماش اقتصادي عالمي طويل الأمد وكساد غير معروف متى سينتهي.

واسترسل أصحاب هذا الرأي في الدفاع عن شركات صنع اللقاح بقولهم ” صحيح إن الاستفادة الكبرى كانت من نصيب مصنعي اللقاح، وصحيح أن ما جنوه يفوق بكثير ما كانوا يجنونه في الأيام العادية، لكن هذا لا يمنع من أن نعترف بما قدموه للعالم، خصوصا دورهم الكبير في إعادة التوازن الاقتصادي العالمي والبوادر الإيجابية التي تشير لعودة منحى الانتعاش الاقتصادي”.

هذا في الوقت الذي صارت أولويات دول العالم الحصول على جرعات من اللقاح بالقدر الذي يكفي مواطنيها، وبأي ثمن كان، تفاديا منها لاستمرار تضرر قطاعاتها الحيوية، ومحاولة منها أيضا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من كل المجالات التي أثر سلبا عليها الوباء.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي