قال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، عمر الشرقاوي، أن مسألة التعليم عن بعد لا يجب فصلها عن الموضوعات التي طرح فيها اللقاء عن بعد، وأننا أمام سياق جعل ما هو عن بعد قدر.
وشدد الأستاذ الجامعي في مداخلة له في ندوة تفاعلية نظمتها جريدة “بناصا” حول موضوع “الجامعة المغربية في زمن الوباء: تقييم لمسار التعليم عن بعد”، على أنه قبل جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، كانت دائما في الجامعات خطابات حول التعليم باستعمال وسائل الإلكترونية، ولكن كسياسة عمومية لم يكن أي شئ على أرض الواقع.
وأضاف المحلل السياسي، “الجامعة المغربية لم تكن مستعدة لهذا النوع من التعليم الذي فرضته الظرفية التي تمر منها البلاد، وأن عدم استعدادها ليس مرتبط فقط بالمقرر وإنما مرتبط أيضا بالسياسات العمومية وبتدبير التعليم العالي، ومرتبط كذلك بالأساتذة وبمقومات شخصيتهم”، مشيرا إلى أن “هناك دوافع مختلفة تجعل الأستاذ ليست له علاقة مع التعليم عن بعد، لأنه ربما لا يوفر له بعض الامتيازات أو لأنه يربك تدبيره للمحاضرات”.
وتابع الشرقاوي قائلا “صحيح أن وباء كورونا فرض علينا نوع من التحول القهري، ولكن هذا ليس عنصر سلبي لأنه عدد كبير من الإصلاحات، التي تمت ومازالت تتم في العالم كان سببها إما مصائب أو أوبئة أو كوارث، والوباء ليس بالضرورة أن يكون له دائما طابع سلبي”.
وزاد المحلل السياسي قائلا “اليوم وباء كورونا ليس لحظة صحية فقط وليس زمن توجد فيه مشاكل مرتبطة بالصحة العامة، ولكن هذه الجائحة تحولت إلى لحظة مرجعية لتقيم السياسات العمومية، بمعنى أنه ما بعد كورونا سنصبح نسمي هل هذه السياسة صالحة لزمن ما بعد كورونا، مردفا أن هذه الجائحة سيكون لها تأثيرها في تقيم السياسات العمومية وتقيم صناع هذه السياسات”.
وأردف الشرقاوي، أن هذه لحظة التي تعيشها بلادنا هي لحظة مفيدة للجميع، مفيدة لهيئة التدريس ولطلبة وللمقررين في عملية التعليم، مشيرا إلى أن زمن التعليم ما قبل كورونا لن يكون هو زمن التعليم ما بعد كورونا، لأن العديد من الفاعلين في العملية التعليمية سيكونون قد أخذوا الدروس من هذه الوضعية واستفادوا منها”.
وأكد المتحدث ذاته، أن “المرحلة الحالية جيدة ومواتية لتقويم القرار العمومي، وأن الأساتذة في ظل هذه الأزمة قاموا بمجهودات شخصية كبيرة في التعليم عن بعد، وهو مجهود مضاعف أكثر عن المجهود الذي يقوم به الأستاذ في التعليم الحضوري، مشددا على أن هذه الروح الإيجابية يجب أن تستمر إلى ما بعد كورونا”.
التعليم عن بعد ليس هو وقوف الأستاذ الجامعي أمام الكاميرا واستظهار ما حفظه من دروس خلال مدة معينة، فالأمر لا ولن يكون مجرد محفوظات تستظهر كما هو متعارف عليه عند تلاميذ الاقسام الإبتدائية!!! مازال خصنا بزاف أستاذي المحترم