شارك المقال
  • تم النسخ

“السِّيبِير”.. أُولى تمظهرات الإنترنت في المغرب تقاوم التطور من أجل الاستمرار

وسط تراجع عدد الزّبناء، وانتشار الإنترنت لدى أغلب المغاربة، وارتفاع مستعملي الهواتف الذكية، يقاوم “السيبير” التطوّر المستمر، من أجل الاستمرار في تقديم خدماته، وتجنب الاندثار.

وكانت نوادي الإنترنت أولى تمظهرات هذا التطور العلمي الكبير، الذي دخل إلى المغرب في سنة 1995، المتاحة لعموم المواطنين، بعد أن كانت الشبكة لسنوات حكراً على فئة معينة فقط، حيث عمل أرباب هذا النشط، على توفير الخدمة للجميع مقابل مبالغ مالية عن كلّ ساعة يقضيها الزبون أمام شاشة الحاسوب.

“البركة ديال سيدي ربي وصافي”.. بهذه العبارة أجاب حسن، صاحب نادٍ للإنترنت بمدينة بركان، على سؤال مدى إمكانية توفير لقمة العيش عبر هذا النشاط الذي صار يلفظ أنفاسه الأخيرة، متابعاً: “الأمور تغيرات بزاف، دبا كولشي عندو الإنترنت في الهاتف، واش غادي يدير بنا؟”.

وقال حسن، في حديثه لـ”بناصا”، إنه كان يجني مبالغ مالية كبيرة جداً يوميا، خصوصاً بعد أن قام بتخفيض قيمة الساعة الواحدة من الإنترنت إلى 3 دراهم، قبل حوالي عشر سنوات، غير أن حركية هذا النشاط تراجعت بشكل كبير في الأعوام الماضية.

وأوضح: “كاين البركة، كيجيو بعض الناس ولكن بحال هاد المهن كتشوف أن المستقبل غادي يقتلها”، مسترسلاً: “شحال قدنا منقاوموا؟ كنحاولوا نعدوي وصافي ونطولوا المدة ما أمكن، ولكن الإنسان مستحيل يبقى معول على هاد الخدمة لأنها مغاديش تبقى”.

وزاد المتحدث بأن “الإنترنت مبقاش حكر على فئة دون غيرها، ولكن دبا ولا متاح وبأثمنة منخفضة”، قبل أن يتابع: “في السابق، كانوا الناس يجلسوا ساعة أمام شاشة الحاسوب بـ 5 دراهم، دبا راه بنفس الثمن يقدر تفوت بالإنترنت عدة ساعات وربما يوم كامل !”.

ومن جهة أخرى، يرى عبد الله، وهو مواطن من المدينة ذاتها، أن “نوادي الإنترنت تتجه إلى الاندثار، ربما ستختفي بالكامل في الخمس سنوات المقبلة. هي تتجه لتتبع مصير محلات الهاتف (تيليبوتيك)”.

ونبه إلى أن “هناك العشرات من نوادي الإنترنت التي أغلقت بالفعل قبل سنوات، في أغلب المدن المغربية ستجد عدة محلات أغلقت أبوابها بشكل نهائي، بسبب غياب الزبناء، وحتى تلك التي ما تزال مستمرة إلى غاية اليوم، يمكن أن نلحظ أنها لا تعتمد على هذا النشاط وحده”.

وتابع أن “أعرف الكثير من المحلات التي كانت خاصة بالإنترنت، قبل أن يلجأ أصحابها إلى إضافة أنشطة أخرى، مثل كتابة العقود والوكالات الخاصة ونسخ الأوراق وبيع بعض الحلويات وغيرها، وذلك بسبب التراجع الكبير للعدد اليومي للزبناء”.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي