السياقة الاستعراضية تستفحل في مدينة وجدة وسط استنكار من الساكنة ودعوات للتدخل الأمني

يعمد عدد من الأشخاص من سائقي السيارات الخفيفة والدرّاجات النارية، في مختلف مدن المغرب، إلى السياقة بشكل استعراضي موصوف في بعض الأحيان بـ”الخطير” ما يهدّد، وفق متابعون، حياة الأشخاص الرّاجلين في المقام الأول وباقي السيارات المستعملة لنفس الطريق أو الشارع، كما يهدّد سلامته الشخصية.

وفي مدينة وجدة، على سبيل المثال، عاينت جريدة “بناصا” قيام بعض الأشخاص بما يُعرف بـ”الدريفت” وهي -رياضة معروفة تعتمد على السيارات الخاصة بالسباقات- غير أن هؤلاء يمارسون هذه الرياضة داخل المدن وبالضبط في المدارات الطرقية، وهو الأمر الذي يثير إزعاج الساكنة خاصة وأنهم يلتجئون إلى هذه المدارات في وقت متأخر من الليل.

وكانت عدد من الفعاليات المدنية والنشطاء على موقع “فايسبوك” دعوا إلى التصدي لهذه الظاهرة التي باتت تعرف ارتفاعا في الآونة الأخيرة، خاصة في صفوف أصحاب الدرّاجات النارية الذين يعمدون كذلك إلى تغيير عوادم مركباتهم لتصدر صوتاً أعلى مما هو عليه في الأصل.

وتتسبّب السياقة المتهوّرة لهؤلاء في حوادث مميتة وذلك بسبب السرعة المفرطة التي يقودون بها ما يعيق تحكّمهم بها في بعض الأحيان، وهي الحالة التي تسبّبت في وفاة شاب (17 سنة) في مدينة وجدة كان يمتطي درّاجة نارية، وبالضبط في طريق النقطة الحدودية الفاصلة بين المغرب والجزائر “زوج بغال”.

وكانت المديرية العامة للأمن الوطني، أعلنت أن مصالحها المكلفة بالأمن الطرقي والسلامة المرورية شرعت في تنزيل مخطط عمل ميداني مندمج يروم مضاعفة عمليات المراقبة والزجر ضد السياقات الاستعراضية والخطيرة، التي تهدد سلامة مستعملي الطريق، وتعرض أمن الأشخاص والممتلكات للخطر، وكذا تلك التي تتسبب في إزعاج السكينة العامة في أوقات متأخرة من الليل.

وأوضح بلاغ للمديرية أن مصالح الأمن الوطني قد عبأت جميع فرق شرطة السير والجولان ومصالح الأمن العمومي على الصعيد الوطني لتكثيف عمليات المراقبة في مختلف المدارات والمسالك الطرقية التي تسجل مثل هذه السياقات الخطيرة والاستعراضية التي تتسبب في حوادث خطيرة بسبب تهور السائقين، وذلك بغرض توقيف مرتكبيها وإخضاعهم للأبحاث القضائية اللازمة تحت إشراف النيابات العامة المختصة.

في السياق ذاته، ذكرت مصادر أمنية، أن عناصر فرقة مكافحة العصابات بولاية أمن فاس، تمكنت مساء أمس الخميس 11 فبراير الجاري، من توقيف شخص يبلغ من العمر 22 سنة، بعدما ظهر في شريط فيديو منشور على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يسوق سيارة بسرعة مفرطة وبطريقة استعراضية معرّضا أمن المواطنين وسلامة ممتلكاتهم للخطر.