دخلت العلاقات بين السويد وإيران، في أزمة صامتة منذ آواخر شهر يناير الماضي، بعدما قررت ستوكهولم توقيف أحد أبرز الوجوه الشيعية في البلاد، واحتجازه في انتظار ترحيله، بسبب اتهامات تتعلق بالتجسس.
وكشفت صحيفة “expressen” السويدية، أن السلطات قررت ترحيل الشيخ محسن حكيم الله، وهو شيخ إيراني، كان إماماً لأكبر “جماعة” شيعية إسلامية في منطقة شمال أوروبا، ويتعلق الأمر بمركز الإمام علي الإسلامي في جارفلا قرب ستوكهولم، وأنشأ شبكة قوية من الاتصالات مع السياسيين وعدد من الشخصيات.
وقالت الصحيفة، نقلاً عن مصادرها الخاصة، إن أشخاصا بملابس مدنية، جاءوا إلى مقر إقامة الإمام في منتصف الليل قبل أسبوعين تقريبا، واختطفوه، مضيفةً أن الشخص “مفقود منذ أكثر من عشرة أيام، وأنه موجود، حسب ما توصلت إليه عبر قنوات مختلفة، في أحد مراكز الاحتجاز التابعة لمجلس الهجرة السويدي، في انتظار ترحيله.
وأوضح المصدر، أن قرار طرد محسن حكيم الله من السويد، اتخذ في الـ 30 من يناير المنقضي، حسب ما جاء في وثائق صادرة عن مجلس الهجرة السويدي، متابعةً أن الشيخ، أرسل من طهران إلى السويد لتولي إمامة المسلمين الشيعة، قبل أن يحصل على أول تصريح عمل مؤقت في سنة 2011، ليتم تجديده بعدها ثلاث مرات.
وفي سنة 2017، تقول الصحيفة، حصل حكيم الله، على الإقامة الدائمة في السويد، قبل أن يتم إلغاءها شهر يناير الماضي، ويصدر قرار بترحيله، متابعةً أن الإمام، تمكن على مر السنين من بناء سمعة طيبة لنفسه، وكان متواضعا وسعى لبناء الجسور بين المجتمعات والسلطات.
وأردفت الصحيفة، نقلاً عن مصدر مقرب من الإمام، أن جهاز المخابرات، أجرى عدة لقاءات معه أثناء وجوده في السويد، متابعةً أن إدارة مركز الإمام علي، لا تريد الحديث عن اختفائه، كما أن المتحدث باسم المسجد، عقيل زهيري، تجنب الإجابة عن أسئلة “إكسبرسن” عبر الهاتف، وطلب تلقي السؤال عن طريق البريد الإلكتروني.
وحسب الصحيفة السويدية، فإن الشرطة السويدية، نفت، في ردها على سؤال بخصوص احتجاز حكيم الله، وجود أي تحقيق جنائي مفتوح ضد المعني، مضيفةً أن وكالة الاستخبارات، لم تعلق على ما إن كانت هي التي اتخذت قرار اعتقال وترحيل محسن حكيم الله.
وأكدت الشرطة السويدية، أن الأمن يملك إمكانية استعمال التشريعات التي تهدف بشكل أساسي إلى تجنب التهديدات لأمن البلاد، ولديه الحق في احتجاز أي شخص ليس مواطناً سويديا أثناء انتظار ترحيله، وهي خطوات تتم، بعد إجراء تقييم شامل وفردي يعتمد على عدة معلومات من الاستخبارات.
واسترسل الموقع السويدي، نقلاً عن جهاز الأمن، أنه حين يتم القبض على مواطن أجنبي، يتم إرسال طلب على الفور إلى مجلس الهجرة السويدي، من أجل ترحيله، وهذا أمر موجود بالفعل، ولكن حين يتعلق الأمر بالحالات الفردية، فإن هذا “ليس شيئا يمكننا التطرق إليه”.
ووفق ما جاء في تقرير “إكسبرسن”، فإن العديد الأشخاص المقربين من حكيم الله، يقولون إنهم لم يتلقوا أي معلومات حول سبب احتجازه، أو ترحيله، مضيفين أن من جاءوا إلى منزله بلباس مدني، لم يدخلوا بطريقة “دراماتيكية”، بل ولجوا البيت بطريقة عادية، وتحدثوا إليه، ثم جاء معهم بسياراتهم طواعية.
وتسبب احتجاز حكيم الله، حسب الصحيفة نفسها، في صدمة وسط شيعة السويد، الذين عبر العديد منهم، عن دهشتهم من اختطاف رجل لا يعتقد أنه يتبنى آراء متطرفة، مردفةً أن جهاز المخابرات، الذي اعتقل الشخص قام بإغلاق الهاتف المحمول الخاص به، فيما لم ترغب عائلته في الرد على اتصالات “إكسبريسن”.
تعليقات الزوار ( 0 )