شارك المقال
  • تم النسخ

السودان بـ”جنوبها” والمغرب منقوص! هل حقا وقع نتنياهو في خطأ بعد عرضه لخريطة مبتورة للمملكة؟

بعد موجة السخط العارمة التي عجّت بها مواقع التواصل الاجتماعي، ضد عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لخريطة المغرب مبتورة من صحرائه، خرجت تل أبيب، باعتذار رسمي، زاعمةً أن الأمر كان “خطأ”.

وقال مكتب نتنياهو، في بيان توضيحي نشره اليوم الجمعة، إن إسرائيل، اعترفت بالسيادة الكاملة للمغرب على أقاليمه الجنوبية، وقامت بتصحيح كل الخرائط لديها، بناء على ذلك.

وأضاف: “للأسف، لم يتم هذا التصحيح على خريطة قديمة قدمت لرئيس الوزراء قبل لحظات من بدء المقابلة على التلفزيون الفرنسي”.

وأكد مكتب نتنياهو في البيان نفسه، “سياسة إسرائيل واضحة ولا لبس فيها ولم تتغير، وإسرائيل تعترف بسيادة المغرب في الصحراء الغربية”.

وبالرغم من هذا التوضيح، إلا أن شريحة واسعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لم يقتنعوا بالأمر، خصوصا أن الخريطة المعروضة، التي يفترض أنها لم تصحح، لتضم الصحراء إلى المملكة، ضمّت دولة السودان؛ التي طبّعت علاقاتها مع تل أبيب، بحدودها القديمة، التي تضم جنوب السودان إليها.

واعترفت إسرائيل بدولة جنوب السودان، سنة 2011، أي قبل حوالي 13 سنة، وهو ما يجعل فرضية عدم تصحيح الخرائط لتتلاءم مع مواقف تل أبيب حاليا، أمر مستبعداً، ويؤكد أن الصورة التي حملها نتنياهو خلال مروره على قناة “LCI” الفرنسية، كان بغرض توجيه رسائل سياسية إلى المغرب.

والفرق الوحيد بين السودان والمغرب، اللذين طبّعا علاقاتهما مع إسرائيل سنة 2020، هو أن الخرطوم، التي تعيش على وقع صراع عسكري داخلي، ظلت بعيدةً عن جرائم تل أبيب في غزة، في حين أحرجت تحركات الرباط المستمرّة، والمواقف المعلنة، حكومة نتنياهو، التي كانت تتوقع من المملكة، مواقف أكثر هدوءاً.

وما يعزز فرضية عرض نتنياهو لخريطة المغرب مبتورة عن قصد، هو أن المعني كان يستعرض صورة للعالم العربي الذي يفترض أن شمال إفريقيا كلها من ضمنه، وهو ما كان يفرض عليه تلوين أقاليم المملكة الجنوبية بالأخضر، حتى وإن رغب في فصلها بخط، وهو ما لم يقم به.

وفي هذا السياق، قال الصحفي علي كوراجي، إن ما قام به نتنياهو، كان متعمدا وليس خطأ كما تدعي إسرائيل، معتبراً أن الأمر يدخل “ضمن السياسة الدنيئة لآل صهيون..”، موضحاً: “لنذهب مع التصنيف الذي يحبون وضعه لشمال إفريقيا عبر وصفها بأنها منطقة عربية وإقحامها مع المشرق (هل الصحراء محسوبة على القوقاز؟؟؟؟؟)”.

وتابع: “إيران حددت باللون الأسود في الخريطة لأنها ليست عربية، والصومال باللون الأخضر، فلماذا تم فصل الصحراء عن خريطة المغرب ألم يكن من الأجدر تلوينها بالأخضر، فحتى الحدود بين المغرب والجزائر تم مسحها من الخريطة؟ ومنح الصحراء لونا مختلفا وراءه رسالة يجب أن نعيها جميعا؟”، مؤكداً على أن “من يصدق بيان مكتب نتنياهو فهو إما ساذج أو مستفيد! أو يطمع في الاستفادة”.

وفي تعليقه على تدوينة حسن كعبية المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، قال المحامي والخبير في ملف الصحراء، نوفل البعمري، إن تل أبيب، تحاول من خلال هذه التدوينة، “تبرير استفزاز مجرم الحرب نتانياهو للمغرب بإشهاره خريطة المغرب مجزأة”.

وأوضح البعمري في تدوينة نشرها على حسابه بـ”فيسبوك”: “ليست المرة الأولى التي يقوم فيها هذا المطلوب للعدالة المسمى نتانياهو بهذا الفعل، و لن تكون الأخيرة لأنه كلما اشتد عليه الخناق إلا ويريد إرسال رسائله البئيسة لدول الجوار و للمنطقة على رأسها المغرب”.

واسترسل أن “الصحراء كانت مغربية قبل وعد بلفورد وقبل تأسيس إسرائيل على أرض فلسطين، والمغرب دخل لصحرائه بمسيرة خضراء سلمية، و لم يدخلها كمحتل كما دخلت إسرائيل لفلسطين، والمغرب استرجع كامل صحراءه ببيعة ساكنتها للراحل الحسن الثاني”.

ونبه إلى أن هذه البيعة، “استمرت مع الملك الحالي وستستمر إلى أن يرث الله الأرض و من عليها”، مبرزاً أن المغرب “لم يدخلها تحت أنقاض المباني التي هدمت والمدارس التي قصفت كما فعل مجرم الحرب نتانياهو.. لذلك هذه التدوينة تنضاف لبؤس سياسة نتانياهو الذي سينتهي لا محالة سجينا!!!”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي