تم أمس السبت بدكار تقديم كتاب “السياسة الخارجية للمملكة المغربية منذ الاستقلال إلى الوقت الراهن : أسس وتأثيرات وتغيرات جيوسياسية”.
وأقيم حفل تقديم الكتاب، وهو من تأليف حسن الناصري سفير المغرب بدكار، بشراكة مع المعهد الإفريقي للاستراتيجية والسلام والأمن والحوكمة ، بحضور سليمان فال ، المستشار الخاص للرئيس ماكي سال، ووزير الخارجية السنغالي السابق الشيخ تيديان غاديو ، ووزير الاقتصاد والمالية السابق ، أمادو كين ، ووزير الدولة السابق مويس سار والعديد من الأكاديميين والأطر .
وينقسم هذا المؤلف وهو من 434 صفحة ، والذي يحلل أسس السياسة الخارجية للمملكة منذ الاستقلال ، إلى قسمين رئيسيين ، يتناول الاول المحددات الداخلية والخارجية لسياسة المغرب الخارجية، والثاني يتطرق للتحديات الاستراتيجية وقضية ملائمة أهداف ووسائل السياسة الخارجية المغربية في بيئة متغيرة.
وفي عرضه لمضامين الكتاب، الذي قدمه عبد الله بلقزيز ، الوزير الأسبق والسفير الأسبق، مع تمهيد لزكريا أبو الذهب ، الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، أشار السيد الناصري إلى أن هذا الكتاب هو ملخص لأطروحة جامعية، مستعرضا موضوع وأهداف هذه الدراسة وكذلك منهجية العمل.
وأشار في هذا الصدد إلى أن هذا الكتاب يسلط الضوء على العمل الدبلوماسي الخارجي للمغرب ويتناول التغييرات الرئيسية في البيئة الوطنية والدولية التي تعرف هزات عميقة ومستمرة.
وشدد في هذا السياق على أن المملكة بتاريخها العريق حافظت على مدى قرون على علاقات على جميع المستويات مع العالم الخارجي ، مما أدى إلى صقل ممارساتها الدبلوماسية وإنضاج خياراتها الاستراتيجية.
وأكد أنه بفضل الدبلوماسية الملكية والرؤية التي حددها جلالة الملك ، فإن الإنجازات التي تم تحقيقها جعلت من المملكة قوة إقليمية بناءة لا محيد عنها ومتضامنة مع جميع الشركاء.
وفي كلمته بهذه المناسبة ، أكد وزير الخارجية السنغالي الأسبق ، الشيخ تيديان غاديو على أهمية هذا الكتاب الذي يسلط الضوء على أسس السياسة الخارجية للمغرب ، باعتباره بلدا يكتسي طابعا خاصا في إفريقيا.
وقال إن “المغرب بلد دبلوماسي كبير ، وهو أول بلد في العالم يعترف باستقلال الولايات المتحدة” ، وهو ما يفسر العلاقات الوثيقة بين البلدين ، مذكرا ، في هذا الإطار ، بالإجراءات الدبلوماسية التي تم قامت بها المملكة منذ الاستقلال لصالح إفريقيا.
وقال إن “المغرب هو أفريقيا ، وهو أيضا المتوسط الذي هو ثقافة وفضاء جغرافي . المغرب هو المكون العربي ، والمكون الأمازيغي ، وهو المسلمون واليهود الذين عاشوا في وئام في بلد جميل جدا” ، مضيفا أن كل هذا يجعل المغرب بلدا مميزا.
من جانبه أكد وزير الاقتصاد والمالية الأسبق ، أمادو كين ، على أهمية هذا العمل المخصص للدبلوماسية المغربية ، لافتا إلى أن المغرب أصبح على مدى عقود دولة بصوت مسموع وتحظى بالاحترام على المستوى الدولي لأنه يتبنى دبلوماسية منسجمة.
كما شدد على الطابع النموذجي للعلاقات المغربية السنغالية ، معتبرا أنها علاقات متينة ومستدامة ومدعوة أيضا لأن تتطور أكثر وباستمرار.
تعليقات الزوار ( 0 )