شارك المقال
  • تم النسخ

السعودية توافق على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بـ”شروط تعجيزيّة”.. والكرة في ملعب نتنياهو

وافقت السعودية، بشكل غير رسميّ، على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، شريطة تقديم حكومة بنيامين نتنياهو، لتنازلات كبيرة لصالح الفلسطينيين، على رأسها وقف ضم الضفة الغربية عبر إجراءات عملية تتجاوز الوعود.

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز”، إن السعودية وافقت على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، بشرط تقديم “تنازلات كبيرة” للفلسطينيين، مضيفةً أنه من غير المرجح أن يوافق عليها الائتلاف المتشدد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقد يتطلب الأمر تشكيل حكومة وحدة وطنية لاحقاً

مستشار الأمن القومي يعود من السعودية بـ”نبأ سارّ”

وأضافت الصحيفة، أن مبعوثي الرئيس الأمريكي جو بايدن، يواصلون جهودهم لإعادة تنظيم سياسات الشرق الأوسط، من خلال التوسط في إقامة علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل، على الرغم من التنازلات الكبيرة التي طالب بها النظام الملكي في السعودية.

وتابعت أن بايدن، أرسل مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، إلى السعودية مؤخرا، في رحلة هي الثانية له في أقل من 3 أشهر، حيث يسعى المسؤولون الأمريكيون إلى التوصل لأرضية تتيح التفاوض على اتفاق يجمع بين خصمين تاريخيين وإعادة تشكيل المنطقة.

وأوضحت أن واشنطن لم تعلن عن أي “اختراق”، لكن عودة سوليفان إلى السعودية سريعا بعد زيارته الأولى في ماي الماضي، تشير إلى أن إدارة بايدن، ترى آفاقا جادة للتوصل إلى اتفاق. مبرزةً أنه من ضمن العقبات الحالية إصرار الرياض على اتفاقية أمنية مشتركة مع واشنطن وتطوير برنامج نووي مدني يمكنها من تخصيب اليورانيوم.

وذكرت “نيويورك تايمز”، أن ملخص الاجتماع الذي عُرض في ندوة صحفية بالبيت الأبيض، لم يكشف سوى عن القليل من المؤشرات على مدى التقدم الذي تم إحرازه خلال الزيارة، حيث قال سوليفان، إنه سافر إلى جدة “لمناقشة المسائل الثنائية والإقليمية، بما في ذلك المبادرات لتعزيز رؤية مشتركة لمنطقة شرق أوسط أكثر سلما وأمنا وازدهارا”.

تفاؤل حذرّ بإمكانية حدوث “اختراق”.. وشروط سعودية “كبيرة” لـ”التطبيع”

وكشفت الصحيفة نفسها، أن المسؤولين الأمريكيين الذين كانوا في جدة، أبلغوا زملائهم أن المفاوضات سارت على ما يرام، وأعربوا عن تفاؤل حذر بإمكانية إحراز تقدم. مردفةً أن إدارة بايدن عملت خلال الزيارة، على إبعاد السعودية عن تعاونها مع روسيا بشأن أسعار الطاقة لزيادة الضغط على موسكو التي تشن حربا على أوكرانيا.

وحسب التقرير الذي نشرته “نيويورك تايمز”، فإن بايدن يرى بأن هناك احتمالية كبيرة لتوقيع الصفقة بين السعودية وإسرائيل، غير أن هناك العديد من الأجزاء المتحركة التي يمكنها أن تؤدي بسهولة إلى تعثر مثل هذه المفاوضات المعقدة، لكن سيكون لها آثار بعيدة المدى إن تحققت.

ونبهت الصحيفة إلى أن مطالب السعودية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل كانت كبيرة، فهي ترغب في تحالف على مستوى “الناتو” مع الولايات المتحدة، يكون فهيا الهجوم عليها، بمثابة الهجوم على الجميع، وهو أمر “محرم” منذ فترة طويلة وسط صناع السياسة الأمريكيين الذين لا يريدون الالتزام بالدفاع عن “نظام ملكي غير ديمقراطي”.

وتطالب السعودية أيضا ببرنامج نووي مدني رغم المعارضة الطويلة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة اللتين تخشيان حدوث سباق تسلح نووي في المنطقة. وفي الجانب المقابل، تقول الصحيفة، يرفض الإسرائيليون تقديم هذه التنازلات الكبيرة، على الأقل حسب ما حدث في الجولة الأولى من المفاوضات.

وعد نتنياهو ليس كافياً.. الرياض تطالب بتنازلات عملية للفلسطينيين

ووفق “نيويورك تايمز”، فإن المسؤولين الإسرائيليين، أُخبروا، بأن الملك سلمان، الذي تنازل عن الكثير من السلطات لابنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تدخّل في المفاوضات، وأصر على أن تتضمن أي صفقة تنازلاً إسرائيليا واضحا تجاه الفلسطينيين، بناء على نا نقلته عن مسؤول دفاعي إسرائيلي رفض كشف هويته.

وأشارت الصحيفة إلى أن السعوديين، حسب الانطباع الإسرائيلي، لن يكتفوا بوعد بنيامين نتنياهو بعدم ضم الضفة الغربية، علماً أن رئيس الوزراء يرفض إعطاء هذا الأمر، بل سيطالبون بإجراءات عملية على الأرض.

وتابعت أن الائتلاف الإسرائيلي اليميني الحالي، من غير المرجح أن يوافق على منح تنازلات كبيرة للفلسطينيين، ويمكن أن يتسبب التوجه الداخلي نحو التطبيع مع السعودية وتطبيق شروطها، في حل الحكومة. ويرفض قادة المعارضة حاليا التواجد في أي حكومة يقودها نتنياهو.

ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن مسؤول إسرائيلي كبير مطلع على المحادثات، قوله، إن تل أبيب لم تكن جزءاً من المفاوضات، لكنها كانت تعتمد على وعد أمريكي بالشفافية الكاملة وإطلاعها بآخر التطورات، بشكل منتظم.

صفقة بن سلمان التي فاجأت بايدن وغيرت توقعات “التطبيع”

واعتبرت “نيويورك تايمز”، أن إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بين إسرائيل والسعودية، سيكون انتصارا كبيرا لنتنياهو في جهوده طويلة الأمد لتطبيع موقف بلاده في منطقة ظلت معادية طوال تاريخ إسرائيل الممتد لـ 75 سنة. متابعةً أن اتفاقيات أبراهام التي تم التوصل إليها برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، فتحت الباب أمام تغير الوضع.

وأكدت الصحيفة، أن السعوديين والإسرائيليين، باتوا أقرب بشكل غير رسمي من أي وقت، لتطبيع علاقاتهما، بسبب المخاوف المشتركة من دور إيران في المنطقة، وهو ما ظهر جليا في سماح الرياض للرحلات المتجهة من وإلى إسرائيل، بعبور المجال الجوي للمملكة.

مقابل ذلك، لم تكن إدارة بايدن، وفق “نيويورك تايمز”، متفائلة في البداية، بشأن فرص التفاوض على التقارب السعودي الإسرائيلي، غير أن زيارة سوليفان في ماي إلى هناك، نقلت استعداد الأمير بن سلمان، لعقد صفقة، وهو ما جعل بايدن يبذل جهداً أكبر، ويرسل وزير الخارجية بعدها بشهر، ثم يعيد سوليفان إلى هناك، في الشهر الموالي.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي