وقعت حكومات مالي والنيجر وبوركينا فاسو اتفاقية مع روسيا لتزويدها بتقنيات الاتصالات والأقمار الصناعية للمراقبة، وجاء ذلك بعد لقاء جمع وزراء من الدول الثلاث بمسؤولين من وكالة الفضاء الروسية “روسكوزموس” في العاصمة المالية باماكو.
وأكد وزير المالية المالي، علوسيني سانو، أن هذه التقنيات ستسهم في تعزيز الأمن الحدودي والوطني، وتأمين الاتصالات العسكرية، وتحسين مراقبة الكوارث والاستجابة لها في دول الساحل.
كما أشار الوزراء إلى أن المشروع سيساعد على تطوير البنية التحتية للاتصالات في بلدانهم، مما سيساهم في توسيع نطاق التلفزيون والإذاعة والإنترنت والخدمات الهاتفية في المناطق النائية والمهمشة.
الأزمة الأمنية في الساحل
وشهدت دول الساحل، مالي والنيجر وبوركينا فاسو، ستة انقلابات عسكرية منذ عام 2020، حيث تواجه هذه الدول السابقة الاستعمار الفرنسي تهديدات من الجماعات الانفصالية والجهادية.
وتبرر الجماعات العسكرية الانقلابات بفشل الحكومات المدنية في الحفاظ على الأمن الوطني، ومع ذلك، لا يزال العنف مستمرا.
وفي هذا الشهر فقط، تبنت مجموعة جهادية مرتبطة بتنظيم القاعدة هجوما مميتا على مطار باماكو الدولي، بينما تعرضت قوات النيجر لكمين من قبل مسلحين، كما شهدت بوركينا فاسو مجزرة مدنية في غشت، مما يسلط الضوء على الأزمة الأمنية المستمرة.
ومنذ وصولهم إلى السلطة، ابتعدت الحكومات العسكرية عن فرنسا، مطالبة قواتها بالانسحاب وتوطيد العلاقات مع روسيا من خلال التعاون العسكري، كما أنشأت الدول الثلاث تحالفًا يسمى “تحالف دول الساحل” في سبتمبر 2023، والذي تطور من اتفاقية الدفاع المتبادل بهدف تعزيز الأمن عبر حدودها المشتركة.
تأثير روسيا في غرب إفريقيا
ومع تدهور العلاقات بين الدول الثلاث وغرب إفريقيا والفرنسية السابقة بسبب التراث الاستعماري الفرنسي والاستجابات غير الكافية للتمردات، تدخلت روسيا لملء الفراغ، وتزايد اعتماد حكومات الساحل العسكرية على روسيا بسبب مساعدتها النشطة في تزويد القوات بالمعدات اللازمة لمكافحة المتمردين دون الضغط عليها لإجراء إصلاحات ديمقراطية.
وقال ريدا لياموري، الباحث في مركز السياسة للجنوب الجديد، لوكالة أسوشييتد برس إن روسيا لا تتدخل في الشؤون الداخلية، على عكس الغرب الذي يضغط على قادة الانقلابات الأفريقية بشأن الديمقراطية وقضايا أخرى.
وفي الوقت نفسه، انتقد جوزيف ساني، نائب رئيس مركز إفريقيا في معهد الولايات المتحدة للسلام، حملات روسيا التضليلية ضد الغرب واستخدامها للشركات العسكرية الخاصة مثل مجموعة فاغنر أو خدمات الأمن سيوة لتكوين تحالفات حكومية.
تعليقات الزوار ( 0 )