Share
  • Link copied

الساحل الأفريقي.. بين الانقلابات والجماعات المتطرفة.. لعبة اللامسؤولية تتواصل

كتبت المجلة الإيطالية OFCS Report في مقال لها، أن الوضع في منطقة الساحل الأفريقي لا يبدو في طريقه إلى الاستقرار في المستقبل القريب، موضحة أن الأحداث الأخيرة تشير إلى تدهور الأوضاع الأمنية في هذه المنطقة الحساسة.

وفي السنوات الأخيرة، شهدت دول مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو انقلابات عسكرية أطاحت بالحكومات المدنية الديمقراطية وأسفرت عن تولي العسكريين زمام الأمور، وكان هناك اعتقاد بأن هذه التحولات قد تساهم في تعزيز الأمن ومكافحة الجماعات الإرهابية، إلا أن النتائج كانت مخيبة للآمال.

روسيا تملأ الفراغ

وبعد الانقلابات، قررت الجونتات العسكرية في هذه الدول البحث عن شركاء أمنيين جدد، ومع تراجع الدور الفرنسي والأمريكي في المنطقة، اتجهت هذه الجونتات نحو روسيا، التي استغلت الفرصة لتوسيع نفوذها في الساحل.

فشل مكافحة الإرهاب

وبحسب تقرير المجلة، فإن الأوضاع الأمنية في منطقة الساحل لم تتحسن، حيث سيطرت الجماعات الجهادية على مناطق واسعة في مالي وبوركينا فاسو، وتتكرر الهجمات الإرهابية بشكل يومي تقريباً.

لعبة اللوم: أوكرانيا تتحمل المسؤولية؟

واستنادا إلى المصادر ذاتها، ولتفسير هذا الفشل، قدمت الجونتات العسكرية في الساحل وروسيا روايتين مختلفتين، ففي البداية، كانت تتهم فرنسا بالتآمر ضد جهود مكافحة الإرهاب، بهدف العودة إلى المنطقة.

لكن مؤخراً، ظهرت رواية جديدة، حيث بدأت الجونتات تتهم أوكرانيا بدعم الجماعات الإرهابية في الساحل، وقد استندت هذه الاتهامات إلى حادث وقع في يوليو الماضي بالقرب من الحدود الجزائرية، حيث قتل العشرات من الجنود الماليين ومقاتلي مجموعة “فاغنر” الروسية في اشتباكات مع الجماعات الإرهابية.

أوكرانيا ترد على الاتهامات

وقد تقدمت مالي بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي تتهم فيها أوكرانيا بدعم الإرهاب، ومع ذلك، لم يتم تقديم أي دليل مادي على هذه الاتهامات حتى الآن.

ويعتقد البعض أن اتهامات مالي لأوكرانيا هي مجرد محاولة لتشتيت الانتباه عن الفشل الأمني في الساحل، ولتقرب موقفها من روسيا، كما أن أوكرانيا قد تكون متحمسة لتشويه صورة روسيا في أي مكان ممكن، بما في ذلك الساحل.

وقد أدت اتهامات مالي لأوكرانيا إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. كما أن التوترات في المنطقة تتزايد بين مالي وغانا وكوت ديفوار، وبين النيجر وبنين.

هل ستنجح أوكرانيا في إجبار فاغنر على الانسحاب؟

ومن المثير للاهتمام أن الهجوم الأوكراني على مدينة كورسك قد يدفع مجموعة فاغنر إلى الانسحاب من الساحل للعودة إلى روسيا للمشاركة في الدفاع عن كورسك. ومع ذلك، فإن نجاح هذا التكتيك غير مؤكد.

وخلص المجلة الإيطالية OFCS Report إلى أن الأوضاع في الساحل تظل متقلبة ومليئة بالتحديات. وتستمر لعبة اللامسؤولية بين الأطراف المختلفة، مما يزيد من تعقيد الأزمة.

Share
  • Link copied
المقال التالي