أظهرت الصور واللقطات الواردة من الحدود البحرية بين المغرب ومدينة سبتة المحتلة، والمتمثلة في محاول مواطنة مغربية العودة سباحة إلى بلادها وحضن أسرتها بعد أن علِقت لأشهر في الثغر المحتل إثر غلق الحدود للسيطرة على فيروس كورونا، حجم المعاناة التي يعيشها العالقون المغاربة في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.
وكانت 4 نساء قبل بطلة فيديو يوم أمس، قد نجحن في الوصول إلى الجانب المغرب بنفس الطريقة يوم الإثنين الماضي، بعد أن تقطعت بهم السبل القانونية للعودة، وبسبب شدة اليأس الذي أصابهن كما أصاب مئات المغاربة العالقين هناك منذ بداية الأزمة الصحية.
وقال الفاعل الجمعوي والإعلامي المتخصص في الشؤون الاسبانية محمد سعيد أرباط في تصريحات لبناصا في هذا الصدد، إن هذه الظاهرة ارتفعت بشكل كبيرمباشرة بعد مناسبة عيد الفطر، مضيفا أنه قبل العيد كانت هناك نداءات لإعادة العالقين المغاربة بسبتة.
وأردف أرباط بالقول إن السلطات المغربية تفاعلت مع النداءات، وأعلنت عن عملتي إجلاء تمت بعد العيد، همت فوجا واحدا من العالقين، إلا أن الفوج الثاني، يضيف الإعلامي المغربي، ظل ينتظر عملية إجلائه.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن السلطات المغربية منذ ذاك الحين، لم تعطي أي إشارات للقيام بعملية إجلاء أخرى، الشيء الذي ساهم، حسب قوله، في إحساس العديد من العالقين باليأس والاحباط مما دفعهم إلى انتهاج هذه الطريقة للعودة إلى مدنهم ومساكنهم.
وأفاد الجمعوي المغربي في تصريحاته لبناصا بخصوص الموضوع، أن هذه المحاولات اقتصرت في بادئ الأمر على الرجال فقط، خلال أشهر الصيف، بيد أن اليومين الأخيرين، يضيف المتحدث، شهد محاولتين غير متوقعة ولا مسبوقة لخمس نساء نجحن في الوصول للسواحل المغربية.
وعدد الإعلامي المغربي أسباب لجوء العالقين لهذه الطريقة “الانتحارية” ووصولهم لهذه الدرجة من اليأس، في أسباب كثيرة من أهمها طول مدة مكوثهم في مستودعات للسلع، خصصتها حكومة المدينة المحتلة لإيواءهم.
واسترسل المتحدث بالقول إن تلك المستودعات تعرف ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، خاصة مع فصل الصيف، بالإضافة إلى عدم احتواءها على منافذ كافية للتهوية.
ومن أهم الأسباب أيضا يضيف أرباط، هوعدم وضوح رؤية لدى السلطات المغربية في كيفية معالجة الموضوع، واتهامات من عوائل العالقين بنسيان الحكومة المغربية لأبنائهم في سبتة ومليلية.
زاد أرباط بالقول وفقا لتصريحات من عائلات العالقين، أن السلطات الإسبانية وعدتهم بإعادة أبنائهم إلى بلادهم، حالما ردت الحكومة المغربية على رسائلها أو إعلانها فتح معبر “باب سبتة” لإعادة العالقين الذين تقول حكومة سبتة إن عددهم يزيد عن 300 مغربي ومغربية.
وأردف الفاعل الجمعوي أن مسألة العالقين تؤرق بال حكومة المدينة المحتلة التي تتمنى إعادتهم في أقرب وقت ممكن، إلا أن عدم رد السلطات المغربية يبقي وضعية العالقين صعبة ماما يزيد في معاناتهم ويأسهم ولجوئهم للعودة سباحة إلى مدينة الفنيدق الحدودية.
تعليقات الزوار ( 0 )