قالت الزاوية الريسونية، “إن الحملة العدائية الممنهجة والمشاهد الاستهزائية المُشينة التي قامت بها قناة إعلامية جزائرية تحمل في مضمونها حقدا دفينا وبغضا عميقا ومساسا واضحا بالمقدسات الدينية والوطنية للمملكة المغربية الشريفة”.
وجاء في بيان للزاوية، توصلت “بناصا” بنسخة منه، “أن إمارة المؤمنين تمثل الهوية المغربية بأبعادها الدينية والتاريخية والعرقية والثقافية والمتفتحة على الحداثة الناضجة وفي الوقت نفسه تربطنا بأمجادنا الحضارية التي لا يجادل أحد في أنها تعد تاجا على رأس المغاربة كلهم وعلى هامة كل الأمة الإسلامية من الشرق إلى الغرب”.
واستنكرت الزاوية الريسونية بكل من تازروت بإقليم العرائش وشفشاون وتطوان وطنجة وبقية الفروع والشرفاء الريسونيين والمنتسبين لطريقتهم الصوفية وجميع المحبين لهم، باستغراب شديد، هذه الأفعال الصبيانية النابعة من تلك المنابر الإعلامية الحاقدة.
وأضافت الزاوية، أن الجزائر “غاظها ما جاد الله به على بلدنا الحبيب المغرب الأبي من انتصارات تلو الانتصارات ومن تقدم ونمو وازدهار في حركة التنمية الشاملة لجميع القطاعات بقيادة ملك المغرب أمير المومنين وسبط النبي الأمين الملك محمد السادس”.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن “جوابنا على هؤلاء الماكرين، هو عملنا المستمر وسعينا الحثيث ليلا ونهارا لخدمة هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين بل وخدمة الإنسانية، إذ ليس لنا ما نخفيه عن أي أحد، فالمغرب دولة تمد يدها للتعاون في الخير مع كل أحد”.
وأكدت الزاوية، أن المملكة “تفتح أبوابها للجميع ولكل من يسعى للإصلاح والبناء خاصة مع الجوار والأشقاء، شعارنا هو العمل بإخلاص، نمضي إلى الأمام ولا نلتفت للمُشوشين، مستلهمين ذلك من قول ربنا عز وجل (فسيكيفهم الله وهو السميع العليم)”.
وفي هذا الإطار، يضيف البيان، “نستحضر الأدوار الطلائعية والإنسانية التي اضطلع بها ملوكنا المقدسون في الدولة العلوية الشريفة لصالح إخواننا في الجزائر خاصة ما قام به المولى عبدالرحمن بن هشام ونجله المولى محمد بن عبدالرحمن، من جهود وتضحيات بدءً من 1830 في الغزو الفرنسي إلى واقعة “إيسلي” في 1844 التي تم تقع إلا بسبب الدفاع عن الجزائر ضدا على التدخل الحربي العسكري السافر”.
وأضافت، “لا ننسى ما قدمه الملكان المذكوران لصالح الأسر الجزائرية التي وجدت في بلادنا المأوى بعد نزوحهم من القطر الجزائري حيث وجدوا لدى السلطانين المذكورين ومن الشعب المغربي كل العطف والتقدير والدعم المادي والمعنوي الذي أتاح لهم أن يعيشوا مع إخوانهم المغاربة في أتم الوئام والسلام”.
ولفتت الزاوية، إلى أنه “إذا كان المغرب قد دعم الأمير عبدالقادر بن محي الدين الجزائري سرا وعلانية، فإننا نضيف في هذا الصدد أن قبر ابنه المباشر وهو الأمير عبدالمالك يوجد إلى الآن ضريحا محترما في الزاوية الحراقية بتطوان التي بأمر من الخليفة السلطاني مولاي المهدي خُصصت لعبدالمالك المذكور بعد أن كان له نشاط في مدينة طنجة المغربية”.
“أما الملك البطل محمد الخامس ووارث سره الملك الحسن الثاني طيب الله ثراهما، فالتاريخ المعاصر يشهد ما بذلاه من دعم لا يُنكر في دعم المقاومة الجزائرية منذ أن وصلا إلى المغرب من منفاهما في نونبر 1955 إلى أن حقق الله الاستقلال عام 1962 للجزائر، والوثائق أيضا ناطقة بما أبداه العرش العلوي من حماية لزعماء الثورة في جارتنا الشقيقة قبل وبعد اختطاف الطائرة لأولائك الزعماء”.
كما تستنكر الزاوية، “بأتم عبارات الشجب التصرف الأرعن لذلك البوق السخيف الذي يُترجم الحقد الدفين لطائفة ضالة من المنظومة العسكرية للنظام الجزائري مع الأسف الشديد ولكنها لا تمثل الشعب الجزائري الشقيق الذي يبادلنا حبا بحب واحتراما باحترام ونكن له ويكن لنا من الأعماق مشاعر الأخوة الثابتة”.
ونوهت الزاوية، أنه “في بداية نزوح الجزائر إلى المغرب، يبرز دور الولي الصالح عبدالسلام ابن ريسون شيخ الطريقة الريسونية المتوفى عام 1299 هـ، وذلك في إيواء مجموعة كبيرة من الواردين على مدينة تطوان من المهاجرين الجزائريين، حيث أكرم مثواهم وتزوج منهم وقربهم إليه ودفن موتاهم وأدمجهم في المجتمع التطواني سواء الأعيان منهم أو الطبقات الحرفية، بل وحبس عليهم أوقافا خاصة”.
وأضافت، أنه “في وقت الكفاح الجزائري لاسترداد حريته نذكر المثل عن دور هذه الزاوية بالمرحومة الشريفة لالة زبيدة الريسوني الصديقة الحميمة للأمير لالة فاطمة الزهراء بنت مولاي عبدالعزيز رحم الله الجميع، فلالة زبيدة بشهادة كل من المقاوم عبدالكريم الخطيب والمؤرخ عبدالوهاب ابن منصور رحمهما الله، كانت تستغل سيارة زوجها لدفع السلاح بطريقة سرية لكل من المقاومة المغربية وممثلي المقاومة الجزائرية في تطوان قبل رجوع الأسرة الملكية الشريفة من المنفى السحيق”.
“إن هذه النماذج التي جلبناها تخرس معها الألسنة المُلوثة إذ هي براهين ساطعة على أن المغرب كان وما زيال إلى الآن بلد السلام والتعايش والأخوة وحسن الجوار ومراعاة أهل الإيمان المشتركين معنا في ملة سيد الأنام مولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
كما أن أمير المومنين، تضيف الزاوية، “وسبط الرسول الكريم محمد السادس، دعا ويدعو بصريح العبارة إلى أن تمد إلينا جارتنا الشقيقة اليد التي مددناها إليها للتكامل في سبيل بناء المغرب الكبير وتكوين كتلة سياسية واقتصادية كبرى تستطيع فرض شروطها على المجموعات الإقليمية العالمية مثل الاتحاد الأوروبي وغيره، وهو الحلم الذي يراود شعوب المنطقة للخروج من الأزمات التي تعصف بكل من استكبر وتجبر وأبى أن يخضع لله رب العالمين ورفض دعوات الصلح والرجوع عن الغي والظلم والحيف”.
وأوضح المصدر ذاته قائلا: “هذه رسالتنا واضحة للجميع، نقولها بصراحة، المغرب أشرف الدول العربية والإسلامية، ملك البلاد رُبان ماهر، وقلبه على المغرب ساهر، وبيته بالقرآن عامر، ولسانه لله ذاكر، وصدره لمولاه خاشع، والله خير ناصر، يحفظه من أذى كل ظالم وفاجر”.
وأشارت الزاوية الريسونية، إلى أنها تقف أمام الله داعية بالخير والسداد للملك محمد السادس الذي هو خط أحمد لا نسمح لأي أحد أن يسيء إلى رمزيته باعتباره أب المغرب الحديث والمرجع في الدين والدنيا لوطننا الحبيب، حفظه الله وأيده بما أيد به الصالحين متعمدين على قول ربنا الكريم (إنا كفناك المستهزئين) كما تقف الزاوية أمام رب العالمين داعية المولى سبحانه أن يرحم أمة الإسلام أماتنا اله عليه آمين”.
تعليقات الزوار ( 0 )