تطرقت جريدة “إل إسبانيول” الإسبانية، مرة أخرى، إلى الذكرى المائوية لمعركة أنوال، وهذه المرة، عبر إيراد قصة لـ 100 شخص زاموراني، قتلوا خلال المواجهات مع المقاومة في شمال المغرب، اعتبرت أنهم على شاكلة بقية الجنود الذين لقوا حتفهم في “الكارثة السنوية”، كانوا دون تجربة ميدانية.
وقالت الجريدة إن تمديد الحماية الإسبانية، لتشمل منطقة الريف، وإقليم طرفاية، كان “بهدف تهدئة الأراضي والسيطرة عليها، وكان من المفترض أن يكون احتلالا سلميا ومعه مفاوضات سياسية”، غير أن الأمر انتهى إلى حرب الريف، الذي سجلت فيها القوات الإسبانية أسوأ خسائر بشرية في ما تسميه بـ”الكارثة السنوية”.
وأضافت أن العديد من العوامل، ساهمت في مقتل أكثر من 8000 من الجنود الإسبان، الذين ادعت بأن المقاومة الريفية بقيادة محمد بنعبد الكريم الخطابي، قامت بـ”ذبحهم”، ومن بينهم أكثر من مائة زاموراني، متابعةً أن إسبانيا، كانت في تلك الفترة غارقة في أزمتها الاقتصادية، والتي تعني أن الوسائل العسكرية، “ربا لم تكن الأنسب”، وفق سانتياغو لويس جومينيجيز، أحد الأعضاء المؤسسة لجمعية دراسات “ميليلينسيس”.
وتابع، أنه قبل أنوال، كانت هناك تهدئة مع المقاومة المغربية، وتم التوصل إلى حوار، وكانت هناك لقاءات سياسية، باستثناء منطقة الريف، مردفةً أنه في المقابل، كان هناك جيس إسباني يتكون من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و21 سنة، وصلوا إلى المنطقة، مجبرين، لإكمال خدمتهم العسكرية التي دامت ثلاث سنوات.
وأوضحت أنه، على الرغم من أن الجيش الإسباني، نظامي، ويتلقى تدريبات عسكرية أساسية، إلا أنه لم يكن جاهزا حقا للقتال، ورغم كون الرجال “قساة، معتادون على مواجهة المصاعب والعمل الجاد في الحقول”، إلا أن الطقس والظروف الجوية في المغرب، والجهل بتكتيكات القتال، ترك الآلاف من الشباب الإسبان بلا خيارات تقريبا.
وأردفت أن الحكومة الإسبانية، تمكنت من تشكيل ما يسمى بـ”الوحدات الأصلية”، و”الثالث الأجنبي”، وهو فيلق مكون من أزيد من 2000 شخص من منطقة الريف، غير أن ذلك لم يكن كافيا، لصدّ الهجوم الذي نفذته المقاومة في الـ 22 من شهر يوليوز من سنة 1921، والذي قتل فيه أكثر من 12 ألف شخص.
قضى سانتياغو لويس دومينغيز حياته كلها، في دراسة تاريخ الحملات المغربية، البيانات، والتواريخ والصور، يتذكر هذا الباحث تماماً، السبب الذي أشعل شرارة هدفه المتمثل في تسمية الآلاف والآلاف من الإسبان الذين فقدوا حياتهم في معركة أنوال. إنها صورة يظهر فيها رجل الفرقة الرابعة من الكتيبة الأولى من الفوج 68 الإفريقي.
واسترسل دومينغيز، أن الصورة ضمت جنوداً إسبان لم أكن أعرف شيئا عنهم، وهو ما أثار في داخله الرغبة، وبدأ بحثه الخاص عن السجلات لإلقاء الضوء على تلك الأسماء، تمكن سانتياغو لويس دومينغيز، من الوصول إلى عدد كبير من المحفوظات العسكرية، وقبل كل شيء، القوائم الجزئية لتلك المسابقة، والمستندات التي تم إنشاؤها لتكون قادرة على إزالة المتوفى من السجلات الرسمية المختلفة.
وأردف أن هذه الوثائق، ساعدته على معرفة جزء من أسماء المعنيين، رغم أنها كانت مهمة شاقة، وعرفت مشاركة العديد من زملائه الآخرين في جمعية دراسات مليلية، والتي تقوم بها تطوعيا، لأنهم يشعورون أنهم “مدينون لهم بدلك، بعد الوقوع في هذه المحنلة القاتلة”، على حد تعبير دومينغيز.
واختتمت الصحيفة تقريرها، أن بعض الدراسات التي شاركها في الـ 28 من أكتوبر، في مؤتمر في أرشيف مقاطعة زاموراً، وحيث كان قادراً على تسمية زاموراً آخر، القس خوسيه ماتيلان ديل فالي، متدين عسكري تم تعيينه أيضا في المغرب، وأن أحد أقاربه أراد مشاركة قصته مع عالم مليلية.
تعليقات الزوار ( 0 )