تقدمت الحكومة الإسبانية عبر مذكرة شفوية أرسلتها إلى سفارة الرباط بمدريد بشكوى رسمية جراء تصنيف المغرب لثغري سبتة ومليلية المحتلتين بـ”المدينتين المغربيتين” في وثيقة أرسلتها أيضا إلى المفوضية الأوروبية، حيث وصفت بعض وسائل الإعلام الإسبانية هذا التراشق في التصريحات بين الرباط ومدريد بـ”الاحتكاك الدبلوماسي” الجديد.
وأفاد تقرير لصحيفة “إلباييس” نشرته يوم أمس (الأربعاء) نقلا عن مصادر حكومية، أن وزارة الخارجية الإسبانية، أعربت في مذكرة شفوية إلى سفارة الرباط في مدريد، رفضها القاطع، للغة التي يستخدمها المغرب للإشارة إلى حدود المدينتين، مؤكدة أن “الحدود الإسبانية، بما في ذلك سبتة ومليلية، هي المعترف بها دوليا”.
وتأتي هذه الشكوى الدبلوماسية بعد أن احتجت الرباط أمام بروكسل في السابع عشر من الشهر الجاري على التصريحات المتكررة لنائب رئيس المفوضية الأوروبية المسؤول عن الهجرة، مارغريتيس شيناس، التي زعم فيها أن مدينتي سبتة ومليلية هي حدود إسبانيا والاتحاد الأوروبي.
ورفض المغرب بشدة التصريحات العدوانية لنائب رئيس المفوضية الأوروبية المسؤول عن الهجرة، مارغريتيس شيناس، والتي اعتبر فيها أن مدينتي سبتة ومليلية الواقعتين في شمال إفريقيا تمثلان حدودا لأوروبا, داعيا إلى حمايتها.
وأعرب المغرب منذ أيام، في مذكرة تقدمت بها وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج إلى الإتحاد الأوروبي، أن سبتة ومليلية “مدينتان مغربيتان” حيث احتج ناصر بوريطة دبلوماسيًا على نائب رئيس المفوضية الأوروبية المسؤول عن الهجرة، مارغريتيس شيناس، على تكرار تصريحاته، مشددا على أن “ثغري المدينتين هما الحدود الفاصلة بين إسبانيا والاتحاد الأوروبي”.
وبحسب صحيفة “إلباييس”، أشارت مذكرة الاحتجاج المغربية إلى أن نائب رئيس المفوضية الأوروبية، أصدر عشرات “التصريحات المعادية” بشأن المغرب “ومدينتي سبتة ومليلية المغربيتين”، مردفة أن هذا التصريح، بحسب الصحيفة، يخرق التزام المفوضية بـ “تجنب كل ما يسيء إلى الطرف الآخر”.
ووقع كلٌ من المغرب وإسبانيا 19 اتفاقية للتعاون وحسن الجوار بين البلدين في مجالات مختلفة تهدف إلى تعزيز “شراكتهما الاستراتيجية”، بعدما طويا صفحة أزمة دبلوماسية حادة بسبب قضية الصحراء المغربية في مطلع شهر فبراير من السنة الجارية.
وتقدمت الرباط بإرسال المذكرة الشفوية إلى المفوضية الأوروبية يوم 17 ماي 2023، تعرب فيها عن “القلق العميق من التصريحات العدائية” لشيناس في قمة الأمن والدفاع الأوروبية التي عقدت في بروكسل قبل أسبوع، حيث أشار نائب الرئيس المفوضية الأوروبية إلى ما وصفه بـ”التهديد الهجين” المتمثل في استخدام المغرب للمهاجرين كـ”أسلحة”.
تعليقات الزوار ( 0 )