شارك المقال
  • تم النسخ

الرباط تؤجل “لقاءاتها” مع مدريد.. وتستقبل رجال أعمال فرنسيين وإسرائيليين

أثار وصول إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إلى الأراضي الإسبانية لتلقي العلاج، مُستخدما بذلك اسما مُستعاراً خشية المُلاحقة القضائية التي تعود لعام 2008، غضب المغرب، الذي ألغى عدة اجتماعات وزارية تحضيرية للقمة الثنائية رفيعة المستوى بين المغرب وإسبانيا.

وقالت صحيفة “الإسبانيول” (الجمعة) إنّ استئناف الاجتماعات الوزارية بين إسبانيا والمغرب لتنظيم الاجتماع رفيع المستوى كان قصير الأجل، وأنه بعد رحيل حكومة بابلو إغليسياس، عقد الأمين العام لمنظمة “بوديموس” اجتماعين افتراضيين بهدف تعزيز الاجتماع الثنائي هذا العام.

ومع ذلك، تضيف القصاصة الإخبارية، فإن القمة، جنحت مرة أخرى بسبب غضب السلطات المغربية بعد استقبال إبراهيم غالي، رئيس ما يسمى بـ”الجمهورية الصحراوية العربية الديمقراطية” والأمين العام لجبهة البوليساريو.

وأضافت الصحيفة الإسبانية، أنه على الرغم من أن وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، أكدت هذا الثلاثاء في المؤتمر الصحفي بعد مجلس الوزراء أن دخول غالي للمستشفى “لن يفسد العلاقات مع المغرب”، إلا أن نظيرها ناصر بوريطة اتصل على وجه السرعة بالسفير الإسباني في الرباط، وعبر عن “خيبة أمله” في بيان رسمي.

وبالتالي، يردف المصدر ذاته، تم تعليق التعيينات التحضيرية للاجتماعات الثنائية المزمع عقدها عبر تقنية عبر تقنية الاتصال المرئي يوم الأربعاء، وهذا الأسبوع لم يتم عقد اجتماعات التداول الثنائية بالفيديو المخطط لها مع وزيرة التربية والتعليم الإسبانية إيزابيل شيلا ونظيرها المغربي سعيد أمزازي.

وأشارت الصحيفة، إلى أن هذا الخميس، لم تكن هناك أي محادثة مقررة بين نائبة الرئيس ووزيرة الانتقال الأيكولوجي والتحدّي الدّيمغرافي في الحكومة الاسبانيّة، مع نظيرها المغربي عزيز رباح.

واستؤنفت هذه الأنواع من الاجتماعات في الـ 17 أبريل مع وزيرة الصناعة والتجارة والسياحة بإسبانيا ماريا رييس ماروتو، ومع خوسيه لويس أبالوس، الكاتب الوطني المكلف بالتنظيم بالحزب الاشتراكي العمالي الاسباني ووزير التجهيز بالحكومة الاسبانية في 21 أبريل.

وبالمثل، لم يتم الاعتماد على إسبانيا في حفل توقيع اتفاقيات التمويل للمشاريع المعتمدة في الإصدار الثاني لتقديم مشاريع Inno Espamaroc، التي اقترحها معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة (IRESEN) المغربي والمركز الإسباني للتنمية التكنولوجية الصناعية (CDTI)، المتوقعة في وزارة الطاقة والمعادن والبيئة بالرباط.

وكانت الرسالة التي بعثت بها السفارة الإسبانية في المغرب تحذر من تعليق الحدث والتي جاء فيها: “للأسف ولأسباب خارجة عن إرادتنا، تم إلغاء حفل توقيع الاتفاقيات المقررة يوم الأربعاء 28 أبريل”، وبدلاً من ذلك، تم التوقيع على اتفاقية بين IRESEN والمدرسة الوطنية للمناجم بالرباط (ENSMR) بحضور الوزير، ليحل محل السفير الإسباني والـ”CDTI”.

وفد رجال أعمال إسرائيلي ضخم

ولفتت الصحيفة، إلى أن المغرب يواصل عقد اجتماعاته مع شركائه المنتظمين ومع شركاء جدد، بينما يستثني إسبانيا، كما يزور المغرب منذ يوم الإثنين الماضي وفد مكون من 26 رجل أعمال إسرائيلي متخصصين في التجارة والسياحة يرافقه اثنان من عملاء المخابرات وثمانية حراس.

وفي 27 أبريل، قاموا بجولة في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد، بما في ذلك مدينة الحسيمة والعديد من الشواطئ في المنطقة، وأقاموا في فندق المامونية الفاخر في منتجع أتالايون، على بعد كيلومترات قليلة من الناظور، وتم عقد اجتماعات مع السلطات الإقليمية والمسؤولين من وكالة مارشيكا، المسؤولين عن التنمية الحضرية في المنطقة، كما أن الوفد الموجود بالفعل في الدار البيضاء، يبحث عن فرص استثمارية في الناظور.

وشدّدت الصحيفة، على أنه في المستقبل، سيتم افتتاح الحانات والنوادي الليلية من ميناء بني أنصار إلى الناظور وكازينو في أتالايون، بالإضافة إلى دخول صناعة الحشيش الطبية في الريف، وأن الوفد اقترب من المنطقة الحدودية مع الجزائر، وأنهم على اتصال برجال أعمال من مليلية يرغبون الاستثمار في المنطقة.

حدود مليلية المغلقة

واقترحت الحكومة المغربية، على وجه التحديد، قبل إغلاق الحدود البرية مع مدينة مليلية، في 13 مارس 2020 بسبب تفشي الجائحة، على اليهود والمغاربة في المدينة ذاتها الاستثمار في أراضي منطقتي بني أنصار والناظور.

واستأنف المغرب العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في 10 دجنبر، وبعد أسبوع، استقبل الملك محمد السادس أول وفد إسرائيلي في الرباط. أما اليوم فإن وزير الخارجية، ناصر بوريطة، سيحل ضيف شرف في السادس ماي في لجنة الشؤون العامة الأمريكية في إسرائيل (إيباك)، وهي جماعة ضغط يهودية قوية في الولايات المتحدة.

وأبرزت الصحيفة الإسبانية، أنه تم بالفعل الإعلان عن منتدى اقتصادي لمختلف القطاعات بين المغرب وإسرائيل في الفترة من 13 إلى 15 يوليوز في تل أبيب، وستكون مدينة الداخلة ضيف شرف هذه النسخة الأولى التي تهدف إلى إقامة علاقات تجارية بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين، والتعريف بفرص الاستثمار في المغرب.

منتدى الأعمال المغرب فرنسا بالداخلة

وبينما تحالفت إسبانيا مع فرنسا في النزاعات الدولية في منطقة الساحل أو ليبيا، وهو أمر لم يكن جيدًا في المغرب، عرف إيمانويل ماكرون كيفية تصحيح العلاقات السيئة مع الرباط، حيث افتتح الحزب الذي أسسه الرئيس الفرنسي، “الجمهورية إلى الأمام” فرعا له في الداخلة، وألقى كلمة في الجمعية الوطنية في 13 أبريل.

وينتظر المغرب مجموعة من الوزراء والنواب السابقين من جميع أحزاب الغاليك السياسية في يونيو المقبل لزيارة الصحراء المغربية بمناسبة تدشين شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية (RAM) خط باريس الداخلة، وهي أول رحلة طيران مباشرة بين المدينة الصحراوية والعاصمة الفرنسية.

وسيسافر السياسيون في رحلة الافتتاح تلك، برفقة رؤساء شركة الهندسة المدنية إيفيدج، والتي ستكون، بحسب صحيفة “أفريكا إنتليجنس الفرنسية”، مسؤولة عن بناء ميناء المياه العميقة دجلة أتلانتيك ، في مدينة الداخلة.

وسيختتم الحدث بمنتدى أعمال كبير بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب (CGEM) والغرفة الفرنسية للصناعة والتجارة في المغرب (CFCIM).

وتعد هذه المبادرة لتقديم فرص الاستثمار جزءًا من طموح المغرب في حمل فرنسا على اتباع ديناميكيات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي اعترف بالسيادة المغربية على كامل أراضي الصحراء قبل شهر واحد فقط من مغادرته منصبه.

وأشارت الصحيفة الإسبانية، إلى أنه وعلى وجه التحديد، كانت المشاركة في بناء هذه البنى التحتية المدنية هي سبب اهتمام وزير النقل الإسباني، خوسيه لويس أوبالوس، خلال زيارته إلى الرباط في يناير 2019.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي