في الأيام الأخيرة، استعان مستخدمو منصة “إكس” بأداة الذكاء الاصطناعي “جروك” لكشف زيف الدعاية الجزائرية التي تنشرها الذباب الإلكتروني التابع للنظام العسكري.
وبدلاً من الدخول في سجالات عقيمة، لجأ المغاربة إلى هذا الذكاء الاصطناعي الذي يعتمد على مصادر أكاديمية موثوقة للإجابة عن أسئلة تتعلق بتاريخ المنطقة، مما أثار صدمة لدى المدافعين عن السردية الرسمية الجزائرية.
الذكاء الاصطناعي يحرج النظام الجزائري
أحد الأسئلة التي وُجّهت لـ”جروك” كان حول من رسم حدود الجزائر الحالية، فجاء الرد صادماً لأنصار النظام العسكري: إنها فرنسا.
وأكدت إجابات الأداة أن أجزاءً واسعة من شرق الجزائر الحالي، مثل تندوف وبشار ومنطقة الساورة وتيديكلت، كانت في الأصل أراضي مغربية ضمتها فرنسا إلى مستعمرتها الجزائرية.
السردية الجزائرية تنهار أمام الحقائق التاريخية
لطالما حاول النظام الجزائري ترويج سردية مفادها أن الجزائر كانت دولة مستقلة قبل الاستعمار الفرنسي، وأن المغرب لم يكن له وجود تاريخي يُذكر. لكن هذه الادعاءات تتناقض مع الحقائق التاريخية التي أكّدها مؤرخون ومصادر موثوقة.
واحدة من أبرز القضايا التي تفضح التلاعب بالتاريخ هي محاكمة الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، الذي جُرّم لمجرد قوله إن تلمسان وغرب الجزائر كانتا جزءًا من المغرب. تصريحاته التي تستند إلى حقائق تاريخية كلفته السجن خمس سنوات، في دليل على هشاشة الخطاب الرسمي الجزائري.
حرب الرمال واتفاقيات الاستقلال المنسية
كما كشفت إجابات “جروك” أن الحكومة الجزائرية المؤقتة التي قادت مفاوضات الاستقلال مع فرنسا قد اتفقت مع الملك محمد الخامس على مناقشة مصير المناطق التي ضمتها فرنسا إلى الجزائر. لكن بعد انقلاب بومدين، الذي كان جيشه متمركزًا في المغرب وتونس دون أن يطلق رصاصة واحدة ضد الاستعمار، تم التخلي عن هذا الاتفاق، مما أدى إلى اندلاع حرب الرمال عام 1963.
التراث المغربي هدف لحملة الاستيلاء
لم يقتصر التزييف الجزائري على الجغرافيا والتاريخ، بل امتد إلى التراث الثقافي. فقد حاول النظام الجزائري نسب العديد من العناصر التراثية المغربية إلى نفسه، مثل القفطان والمأكولات التقليدية. ولكن بدلًا من الاعتراف بجذورها المغربية، يصر النظام على تبنيها دون امتلاك الحرفيين أو المهارات اللازمة لصناعتها، مما يدفعه لاستيرادها من المغرب.
في المقابل، يواصل المغاربة الحفاظ على تراثهم الغني، الذي يعكس قرونًا من السيادة والتنوع الثقافي، بينما يبقى الجزائريون عالقين في محاولات لتزييف الحقائق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتلقون صفعات تعليمية متتالية من أدوات الذكاء الاصطناعي مثل “جروك”.
تعليقات الزوار ( 0 )