Share
  • Link copied

الذكاء الاصطناعي يطبق على الحدود مع المغرب: ثورة تكنولوجية لتعزيز الأمن وتسهيل العبور في سبتة ومليلية

بعد سنوات من الحديث عن مفهوم “الحدود الذكية”، يبدو أن هذا الحلم على وشك أن يصبح حقيقة في سبتة ومليلية، المدينتين المحتلتين.

ووفقًا لوزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي-مارلاسكا، سيتم تشغيل نظام حدودي يعتمد على الذكاء الاصطناعي (AI) بحلول أكتوبر المقبل، وذلك في إطار جهود إسبانيا لتحديث وتأمين حدودها الجنوبية.

نظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي

وتعمل شركة “TRC”، المسؤولة عن تنفيذ هذا المشروع، على تطوير نظام متكامل يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل الفيديو، والخوارزميات المتقدمة، وأنظمة التعرف التلقائي على لوحات المركبات وتسجيل المستخدمين.

والهدف الرئيسي هو تسريع عمليات العبور الحدودي وأتمتة المهام الروتينية، مما يقلل من الوقت الذي يقضيه المسافرون في الانتظار.

وفي سبتة، تم تخصيص 7.5 مليون يورو لهذا المشروع، الذي يُتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في كيفية إدارة الحدود. ومن بين الميزات الرئيسية للنظام الجديد هو الاعتماد على تقنية التعرف على الوجوه، مما سيسمح للمسافرين العابرين للحدود بشكل منتظم بالدخول بشكل تلقائي تقريبًا، وذلك بفضل قاعدة بيانات متكاملة متاحة لقوات الأمن.

تحسينات كبيرة في مراقبة المركبات

أما فيما يتعلق بمرور المركبات، فقد قامت شركة “TRC” بتركيب أنظمة متطورة للتعرف التلقائي على لوحات السيارات، والتي تتفاعل مع الأنظمة الحالية التي تستخدمها الشرطة الإسبانية (الحرس المدني).

وتتيح هذه التقنية مراقبة أكثر كفاءة وسرعة للمركبات، مع إمكانية اكتشاف أي مخالفات أو أنشطة مشبوهة في غضون أجزاء من الثانية.

وتشمل التحديثات الأخرى تركيب أجهزة كشف حديثة للأشخاص، وأقواس كشف المعادن، وماسحات ضوئية للأمتعة، بالإضافة إلى أنظمة تحكم في الوصول.

وتهدف كل هذه الأدوات إلى تعزيز الأمن مع تقليل الاعتماد على الجهد البشري، مما يسمح للعناصر الأمنية بالتركيز على مهام أكثر تعقيدًا.

مركزية التحكم والمراقبة

ويتميز النظام الجديد بقدرته على جمع البيانات من مصادر مختلفة ونقاط حدودية متعددة، مما يسمح بمراقبة شاملة في الوقت الفعلي.

ويتم عرض هذه البيانات على شاشات مركزية (Videowall) مزودة بنظام إنذار يتيح اكتشاف أي حالات شاذة أو تهديدات محتملة، مما يسهل اتخاذ القرارات السريعة والفعالة.

ووفقًا لشركة “TRC”، فإن هذا النظام يمثل “قفزة كبيرة في تحديث الحدود”، حيث يوفر تحسينات كبيرة مقارنة بالأنظمة التقليدية، خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة التي غالبًا ما تؤدي إلى تأخيرات طويلة.

التحديات والشكاوى

وعلى الرغم من المزايا العديدة التي يوفرها النظام الجديد، إلا أن هناك تحديات لا تزال قائمة، خاصة فيما يتعلق بالشكاوى المتعلقة بالازدحامات الطويلة ومصادرة البضائع. بينما لا يمكن للنظام الذكي معالجة قضايا المصادرة، إلا أنه من المتوقع أن يقلل بشكل كبير من وقت الانتظار ويحسن تجربة المسافرين.

وستكون الاختبارات القادمة، خاصة خلال عملية الانتخابات الأوروبية (OPE) في عام 2026، بمثابة اختبار حقيقي لفعالية النظام.

ففي الأشهر المقبلة، ستقوم الشرطة والحرس المدني الإسباني بتقييم مدى نجاح هذه التقنيات في التعامل مع التدفقات الكبيرة للمسافرين والمركبات.

مستقبل الحدود الجنوبية لأوروبا

ويأتي هذا المشروع في إطار الجهود الأوروبية الأوسع لتأمين الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. فإسبانيا، باعتبارها بوابة أوروبا الجنوبية، تسعى إلى تحويل حدودها مع المغرب إلى نموذج للحدود الذكية التي تجمع بين الأمن والكفاءة.

وإذا نجح هذا النظام، فقد يصبح نموذجًا يُحتذى به في حدود أخرى عبر أوروبا، مما يعزز الأمن ويقلل من الاعتماد على الأساليب التقليدية التي أثبتت عدم فعاليتها في مواجهة التحديات الحديثة.

وتمثل الحدود الذكية في سبتة ومليلية خطوة كبيرة نحو مستقبل أكثر أمانًا وسلاسة في إدارة الحدود، حيث تصبح التكنولوجيا حليفًا رئيسيًا في مواجهة التحديات الأمنية واللوجستية.

Share
  • Link copied
المقال التالي