كشف تقرير إسباني جديد، أن هناك توجّها مجتمعيا، ينمو بشكل تدريجي، يطالب بضرورة جعل اللغة “الدارجة” لغة رسمية في إسبانيا، بسبب تحدثها من قبل العديد من المواطنين من أصل مغربي.
وقالت جريدة “europasur”، إن “الدارجة”، هي اللغة العامية في المغرب، وهي مختلفة بشكل ملحوظ عن العربية، تماما مثل اختلاف اللغة الإسبانية أو الفرنسية عن اللغة اللاتينية، وليس لديها تدوين رسمي، ولهذا السبب يلجأ المتحدثون بها على نحو متزايد، إلى كتابتها بالأحرف اللاتينية (لغة الشات).
وأضافت الصحيفة، أنه في إسبانيا، لا يوجد تعداد رسمي للناطقين باللغة العربية، ولكن هناك أجانب مصنفون في سجلات البلدية حسب الجنسية. وفي الجزيرة الخضراء، هناك 6300 مغربي، كلهم يتواصلون مع بعضهم البعض وفي منازلهم بصيغ مختلفة من اللغة العربية، وخاصة “الدارجة”.
وذكرت الصحيفة، أنه بافتراض أن ثلث المهاجرين من أصل مغربي في إسبانيا، قد حصلوا بالفعل على الجنسية في مرحلة ما من حياتهم، يمكن إثبات أنه في الجزيرة الخضراء، هناك 3000 شخصا مصنف على أنه أجنبي (مغربي) متحدث باللغة “الدارجة”، إلى جانب المغاربة المسجلين كمواطنين بعد حصولهم على الجنسية.
بناء على ما سبق، تقول الجريدة، إن حوالي 9000 شخصا في الجزيرة الخضراء، يتحدث بـ”الدارجة”، وهو ما يمثل 7.37 في المائة من إجمالي سكان المدينة، البالغ عددهم 122 ألفا، وهي نسبة تزيد عن ضعف نسبة المواطنين المغاربة أو من أصل مغربي، الذين يعيشون في جميع أنحاء إسبانيا.
واعتبرت الصحيفة، أنه من المثير للاهتمام مقارنة 7 في المائة، من المتحدثين بـ”الدارجة” في الجزيرة الخضراء، مع 42 في المائة من سكان سبتة أو مليلية الذين يتواصلون يوميا بهذه اللغة. مبرزةً أن هناك مقترحات بالفعل من أجل حماية نسختهم الخاصة من العربية.
ليس هذا فقط، بل قالت الصحيفة، إن هناك حركات تناضل من أجل إعلان هذه اللغة كلغة رسمية مشتركة مع الإسبانية، حيث يزعم مروجو هذه المقترحات، أن لغة الباسك، تعتبر لغة رسمية مشتركة في إقليم الباسك، رغم أن 12.6 في المائة من المواطنين فقط من يستعملوها.
ونبهت الجريدة، إلى أن كتابة أشكال مختلفة من اللغة العربية بأحرف لاتينية، كما يفعل العديد من الشباب الذين يتواصلون بـ”الدارجة”، على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري، ليس جديدا في التاريخ، إذ إن اللغة المالطية الرسمية في الاتحاد الأوروبي، مشتقة من اللغة العربية، وتُدوّن بالأحرف اللاتينية منذ 1920.
وزاد المصدر نفسه، أن الشباب من أصل مغربي الذين لم يتلقوا التعليم المدرسي في المغرب، لا يعرفون بشكل كاف اللغة العربية الفصحى، ولا أبجديتها، على الرغم من الجهود المبذولة من قبل العائلات وبعض المساجد المحلية، التي تقوم بتقديم دروس في اللغة العربية.
وأشار التقرير في الختام، إلى أن وجود المهاجرين من أصل مغربي في إسبانيا، أدى إلى ظهور خطاب جديد يجمع بين الكلمات العربية الدارجة والإسبانية في نفس وحدة الاتصال اللغوية؛ ويحدث هذا، في رأي الخبراء، بسبب عدم كفاية المعرفة بالدارجة جزئيا، ما يدفعهم إلى إدخال كلمات إسبانية باستمرار.
تعليقات الزوار ( 0 )