مع توالي الانتكاسات والهزائم التي تلقتها الجزائر على المستويين الداخلي والخارجي، تلجأ الأخيرة إلى تخوين المغرب من خلال الخطاب الذي يعتمد أساسا على العسكرة من خلال توظيف “نظرية المؤامرة” التي أصبحت عملة رائجة في الجزائر، يستعملها نظامها في كل مرة تواجهه فيها أزمات داخلية أو كلما اقتربت الاستحقاقات الانتخابية.
وفي خرجة جديدة للمدعو حفيظ دراجي، مذيع قنوات “بي ان سبورت”، قال، “إنه وقبل أيام عن موعد نهائيات كأس أمم أفريقيا 2024 في كوت ديفوار تضاربت تكهنات الشارع الرياضي الجزائري حول حظوظ المنتخب الجزائري في البطولة، بين متفائل، وبين من يعتقد أن قدرات المنتخب الجزائري وامكانياته لن تكون عاملا حاسما ومهما وسط مناخ معادي”.
وأوضح الدراجي، ضمن مقال له على جريدة “الجزائر الآن” تحت عنوان “الكرة سياسة.. والجزائر في الطريق الصحيح”، أن “الكثير من الفنيين والمختصين يرشحون الجزائر للمنافسة على اللقب القاري القادم، لكن الكثير من المتابعين يعتقدون أنها ستمنع من ذلك بكل الطرق بسبب مواقفها السياسية الثابتة، ورفضها لكل الممارسات التي تحدث على مستوى الهيئة القارية لكرة القدم”.
وأضاف، أن “هناك اعتقاد يسود بأن المنتخب الجزائري، لن يواجه في كوت ديفوار منتخبات بوركينا فاسو وأنغولا وموريتانيا، بل سيواجه ظروف قاسية وأجواء معادية وكونفدرالية افريقية غير راضية، وأطراف أخرى تتألم لسعادة الجزائريين وتفرح لإخفاقاتها الرياضية”.
ومضى قائلا: إن “ما يحدث للكرة الجزائرية منذ فترة ليست بالقصيرة يفوق بكثير ما فعله الحكم الغامبي غاساما أمام الكاميرون في المباراة الفاصلة من تصفيات كأس العالم، حيث حرمت الجزائر بعدها من تنظيم واحدة من نسخ نهائيات كأس إفريقيا في سيناريو كان معدا مسبقا”.
وزاد، أن “رياض محرز، حرم من المنافسة على جائزة أفضل لاعب في افريقيا لسنة 2023، مثلما حرم فريق اتحاد الجزائر من جائزة أفضل نادي بعد تتويجه بلقبين قاريين، في حين لم توجه الدعوة للمدرب عبد الحق بن شيخة لحضور الحفل رغم تواجده في القائمة المصغرة”.
وتابع، أن “محاكمة الدولي الجزائري يوسف عطال مدافع نادي نيس بسبب إعادة نشر تغريدة على حسابه، فيها محاولة للتضييق على الجزائريين في فرنسا، والتشويش على المنتخب الجزائري قبل أيام عن انطلاق الموعد القاري”.
ويرى المصدر ذاته، أن “هناك أمور أخرى خفية ومعلنة، تتجاوز لعبة الكرة وتفوق أحيانا نطاق الاتحاد الافريقي لكرة القدم لأنها مرتبطة بمنظومة تريد الشر ببلد لم يتراجع عن مواقفه ولم يتنازل عن مبادئه، ولم ينخرط في أي مسعى سياسي معاكس لمصالح الأمة العربية والاسلامية والقارة الافريقية التي ينتمي اليها، ولم يتأمر على غيره”.
وأضاف، أنه “حتى حرمان الجزائر من دخول منظمة البريكس لم يكن عفويا ولا اعتباطيا، في وقت تم دعوة بلدان أخرى عربية وافريقية لم تطلب الانضمام إلى الهيئة، ومشاكلها مع فرنسا وإسبانيا والإمارات والمغرب جاءت كلها لأجل تقويض الدور الجزائري، والتضييق على مسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأشار، إلى أنه “عندما كانت الظروف عادية ومواتية في مصر وقطر فازت الجزائر بكأس أمم إفريقيا وكأس العرب، وعندما تغيرت الظروف واختلطت السياسة بالرياضة وتفشت الممارسات الصبيانية الخبيثة والمشبوهة تراجعت النتائج”.
تعليقات الزوار ( 0 )