شارك المقال
  • تم النسخ

الدبلوماسية الإسبانية تخشى أن تترسخ الأزمة على المديين القصير والمتوسط

قالت مصادر دبلوماسية إسبانية، إنّ هناك مخاوف داخل وزارة الخارجية، من أنْ يؤدي الوضع الحالي للأزمة الدبلوماسية بين الرباط ومدريد إلى طريق مسدود، حيث إنّ المحركات الحكومية شبه متوقفة، والاتصالات مجمّدة، مستبعدة أن تكون هناك استعادة لبناء الثقة على المدى القصير أو المتوسط.

وترى المصادر ذاتها، التي تُتابع ملف الأزمة الثنائية بين المغرب وإسبانيا عن كثب، أنّ العلاقات بين البلدين دخلت مرحلة “الجمود السياسي”، وأن جميع المؤشرات، تحيل إلى بُعد أي علامات للانفراج في الأفق، حيث يتخذ البلدان خطوات تبعدهما عن التوصل إلى تفاهم.

جاء ذلك، حسب ما أوردته صحيفة vozpopuli، التي أشارت إلى أنّ الأزمة الدبلوماسية مع المغرب تصادف شهرين منذ أن عُلم بخبر وصول زعيم جبهة البوليساريو، بشكل سري إلى مستشفى في لوغرونيو، على الرغم من أن ذروة الأزمة بدأت قبل شهر مع تدفق المهاجرين إلى سبتة، واستدعاء السفيرة كريمية بنيعيش إلى الرباط للتشاور.

وتحافظ الرباط، حسب المصادر ذاتها، على موقف “عدواني” على الرغم من أنها خفضت نسبة الانتقاد الحاد، بينما في مدريد، كان الأمر مزعجًا للغاية من بعض المعلومات الواردة التي تحدثت عن اعتداءات جنسية على قاصرين مغاربة، أو عن عنف الشرطة ضد بعض المهاجرين الذين تدفقوا إلى ثغري سبتة ومليلية.

وردت مدريد قبل أسبوعين، أنها تنوي تغيير الوضع القانوني لمدينتي سبتة ومليلية، عبر فرض التأشيرة على ساكنة المدن المغربية المجاورة للثغرين المحتلين، وإدراج مدينة سبتة في النظام الجمركي لدول الاتحاد الأوروبي، وكذلك لمنطقة شنغن.

وتشكك المصادر الدبلوماسية الإسبانية في هذا الإجراء الذي يدرسه خوان جونزاليس باربا، الوزير الإسباني المسؤول عن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، لأنه سيكون كافياً للمغرب أن يغلق الضوابط الحدودية من جانبه حتى يتوقف الإجراء عن كونه مفيداً.

وأكدت المصادر الآنف ذكرها أن “حكومة مدريد تريد أن تجعل المغرب يرى أنه ارتكب خطأ بالضراوة التي أظهرها في قضية دخول زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي إلى إسبانيا وأنه، بالطريقة السيئة ذاتها، يمكن لمدريد أيضا أن تفعل أشياء ضد مصالح الدولة المجاورة”.

الرباط “لن تقف مكتوفة الأيدي”

ولم تقف الرباط مكتوفة الأيدي وبدأت في عزل السفير الإسباني ريكاردو دييز هوشلايتنر، وذلك باستبعاده من لقائه الأخير مع الممثلين الأجانب المعتمدين في المغرب، وكان هذا أول تحقق من عقوبة دباوماسية من قبل المملكة المغربية ضد المفوضية الإسبانية.

وفي ظل الخلاف الدبلوماسي بين المغرب وإسبانيا، أعلنت الحكومة المغربية تعليق عملية “مرحبا 2021” مع مدريد للعام الثاني على التوالي، مما أثر بشكل كبير على اقتصاد الدولة الأوروبية، التي ستتكبد موانئها خسائر تبلغ 500 مليون يورو، وفق تقديرات.

وتشتكي هذه المصادر الدبلوماسية، التي تأسف لأن كلا الجانبين لا يبردان من حرارة التصعيدات والإيماءات غير الودية، في محاولة لإعادة توجيه الأزمة الثنائية، وأن أولئك الذين يمكنهم المساعدة في انفراج الأزمة على الجانب الإسباني، هم الرؤساء السابقون للحكومة مثل فيليبي غونزاليز وخوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، وزير الخارجية الذي يعرف المغرب جيدًا مثل ميغيل أنجيل موراتينوس.

وخلصت المصادر ذاتها، إلى أن الدبلوماسيين والخبراء في المنطقة المغاربية، نظير برناردينو ليون أو خوسيه ماريا ريدو، يمكن لهم لعب دور الوساطة في أحل الأزمة الثنائية، لكن ما دامت “السيوف مرفوعة”، فلن يتم تفعيل هذه الوساطات.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي