لا تزال أزمة الهجرة الأخيرة بين الرباط ومدريد تخيم على المشهد الدبلوماسي بين البلدين، حيث قامت وزارة الداخلية الإسبانية، أخيرا، بتشديد الحراسة وتعزيز الإجراءات الأمنية على حدودها البحرية ومنع وصول المهاجرين إليها عبر معبر تراجال.
وتتصاعد المخاوف في الأوساط الإسبانية من إنعكاس الأزمة الحالية التي تفجرت عقب استقبال مدريد لزعيم جبهة البوليساريو الإنفصالية، إبراهيم غالي، منتحلا هوية جزائرية مزورة في تواطؤ مفضوح للبلدان المشاركة.
وطرحت الإدارة التي يديرها وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا مناقصة أمس (الأربعاء) للتعاقد على أعمال البناء في المنطقة المتاخمة للمغرب، بميزانية أقصاها 599,757.77 يورو وفترة تنفيذ لا تتعدى مدتها ستة أشهر.
وذكرت تقارير إعلامية إسبانية، أن التخطيط لهذا الإجراء الأمني كان مقررا قبل فترة طويلة من التدفق الهائل للمهاجرين في منتصف ماي الماضي، وبالضبط في تاريخ نونبر 2020، ولكنه أصبح الآن أكثر أهمية بسبب تصاعد التوترات مع المملكة.
وأوضحت المصادر ذاتها، أنه في السابع ماي، أي قبل عشرة أيام فقط من تدفق عشرات الآف المهاجرين إلى مدينة سبتة، أذن وزير الداخلية الإسباني للأمن ببدء الإجراءات بهدف “التعاقد على أعمال تنفيذ تدابير أمنية وعدة أشغال أخرى في مركز التراجل الحدودي، وذلك على مساحة تقدر بـ 1555.64 متر مربع.
وشدّدت المديرية العامة لتخطيط وإدارة البنى التحتية والوسائل الأمنية، على أنّ قرار تركيب أعمدة أمنية آلية جاء نتيجة للطلبات المقدمة من قبل كل من رجال الشرطة والحرس المدني بعد محاولات ما وصفوه بـ”الاعتداء” على الحدود بواسطة المركبات.
وضع الأعمدة متطورة
ولفتت المصادر، إلى أنه في السنوات الأخيرة، كانت هناك محاولات مختلفة لمهاجرين حاولوا دخول إسبانيا من المغرب متجاوزين السياج الحدودي في التراجال، حيث أن أخطرها وقعت في الصباح الباكر من يوم 18 نونبر 2019، عندما اقتحمت سيارة نقل كان على متنها 52 مهاجرا أبواب ضوابط الشرطة الوطنية والحرس المدني قبل القبض على سائقها بعد قيادته لمسافة كيلومتر واحد.
ويتضمن تعزيز الإجراءات الأمنية التي ستنفذها وزارة الداخلية، وضع ثلاثة أعمدة مانعة للاحتكاك قابلة للسحب عند ممر المدخل من طراز M50 للشركة المصنعة السويدية Gunnebo، كوسيلة لاحتواء حركة مرور السيارات.
كما سيتم تشييد قاعدة مجوفة في الأرض، عبارة عن دعامات مصنوعة من أنابيب فولاذية مجلفنة بارتفاع مانع يزيد عن متر واحد وقطر 35.5 سم ووزنها 1400 كيلوغرام، ولديها أجهزة استشعار توقف عند وجود عوائق وجهاز تحكم عن بعد.
وبالمثل، سيتم تفعيل مظلة للمركبات، وتوسيع المظلة الموجودة في منطقة الحرس المدني، وإنشاء منطقة مراقبة جديدة للشرطة الإسبانية مع مكاتب ومراحيض وخلية، حيث سيتم تجهيز الطرق بمناطق وقوف السيارات للتسجيل مع مظلات الحماية، وطلاء الجزء الداخلي للمبنى وإعادة تأهيل أرضية الأرصفة.
وأعدت شركة SGS، في 12 دجنبر 2019، تقريرًا عن الهياكل المعدنية الموجودة في معبر الترجال الحدودي، كشفت فيه حالة التآكل التي تعرضت لها، وبررت الداخلية الإسبانية قرارها ذلك، بأنه من من الضروري إزالة الهيكل الحالي واقتراح نظام جديد للحماية الشمسية لأفراد قوات وأجهزة أمن الدولة التي تقدم الخدمة هناك.
وخصصت الداخلية الإسبانية لتركيب المعدات ما قيمته (103،293 يورو)، والهدم (81،616 يورو)، والأرضيات (74،606 يورو)، والأقفال والهيكل (70،137 يورو) والبناء (38،632 يورو) ومن المتوقع أن يتطلب العمل عمل عدد من المشغلين لتنفيذه في غضون ستة أشهر.
وبميزانية قدرها 285296 يورو (تشمل الضرائب)، تحتفظ المديرية الفرعية العامة للإدارة الاقتصادية والتراثية حاليًا بعقد الصيانة الشاملة والتنظيف والتطهير ومكافحة القوارض وخدمة تبعيات ومنشآت المخفر الحدودي ومنطقة الجمارك للتراجل.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أنه في يوليو من العام الماضي، كلفت الداخلية شركة Cimpra SL بتركيب هياكل معيارية مسبقة الصنع في المعبر الحدودي مقابل 138،050 يورو، وذلك من أجل مكتب معالجة طلبات الحماية الدولية، والامتثال لتوجيهات البرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي الذي بموجبه تمت الموافقة على المعايير الدنيا لاستقبال طالبي اللجوء في الدول الأعضاء.
تعليقات الزوار ( 0 )