شارك المقال
  • تم النسخ

الداخلة.. عرض متنوع وجذاب لتشجيع السياحة الداخلية

في جهة الداخلة – وادي الذهب، أثرت جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بشكل كبير على السياحة، التي تعد إحدى دعائم الاقتصاد الجهوي. ففي مواجهة حدود مغلقة، تم الشروع منذ البداية في إرساء استراتيجية لجذب السياح المغاربة نحو جهة اعتمد فيها النشاط السياحي، إلى وقت قريب، على الزوار الأجانب.

ومنذ بداية الأزمة، بدأ مهنيو القطاع على الصعيد الجهوي التفكير في كيفية تجاوز هذه الوضعية وتشجيع السياحة الداخلية، وذلك بتشاور مع الإدارات المعنية، التي تراهن على السياحة من أجل تحقيق الإنعاش الاقتصادي للجهة.

وبعيدا عن الشعور بالإحباط من الأزمة الصحية، يرى مهنيو القطاع في الداخلة – وادي الذهب أن هناك فرصة لتطوير السياحة الداخلية ودعم استفادة المغاربة من المؤهلات التي تزخر بها الجهة.

وبعد حجر صحي دام أزيد من ثلاثة أشهر، ستتاح للمغاربة خلال هذه السنة فرصة اكتشاف (وبالنسبة للبعض) إعادة اكتشاف لؤلؤة الجنوب، بالنظر إلى أن الوجهات الدولية لا تزال محظورة بسبب فيروس (كوفيد-19).

وفي ما يتعلق بالتدابير المعتمدة لتعزيز النشاط السياحي في لؤلؤة الجنوب، أكد المندوب الجهوي للسياحة، ضيف الله أندور، أن السياحة الوطنية تعد الخيار الأنسب للوضعية الراهنة، مشيرا إلى أن مهنيي السياحة في الجهة أعدوا لضيوفهم عروضا متنوعة وحزما مغرية قادرة على جذب المزيد من السياح المغاربة.

وأوضح السيد أندور، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مندوبية السياحة تقوم بمشاورات بتعاون مع مهنيي القطاع السياحي وباقي الشركاء، من أجل توحيد جهودهم حول برنامج للتنشيط بإمكانه تعزيز العرض الحالي وتحسين جاذبية وجهة الداخلة من خلال تثمين أسواق ذات قيمة مضافة عالية، مع التركيز بشكل خاص على الأنشطة البحرية والرياضية الموجهة نحو “التجمعات السياحية”.

وأضاف أن هذا المفهوم سيتم تعزيزه عبر تجميع المنافذ الرياضية على مستوى منطقة “النقطة الكيلومترية 25-الكثبان البيضاء”، التي تدمج مدارات الدراجات ومسارات الفروسية، وفضاء الدراجات النارية الرباعية ودروسا في الكايت سورف والغولف على الرمال، بالإضافة إلى مدارات للمطاعم في الهواء الطلق وتذوق منتوجات البحر “عند الصيادين” في أماكن مثل دار النصراني وجبل لكحل وعين البيضاء، التابعة لجماعة العركوب.

وسيشمل هذا التجمع السياحي كذلك مدارات لرياضة الصيد البحري على مستوى الخليج والمحيط، فضلا عن مدارات مخصصة لجولات بحرية بالقارب، تضم عروضا عائلية لعبور الخليج، بالإضافة إلى التجديف بالكاياك والسباحة في مواقع مثل جزيرة التنين.

وأوضح، في هذا الصدد، أن هذا البرنامج سيمكن أيضا من إحداث سياق محفز لتطوير وتوسيع المنتوج السياحي، بالإضافة إلى خلق فرص العمل والتشغيل الذاتي للشباب.

ووعيا منه بأن استئناف النشاط الاقتصادي يرتبط بشكل وثيق بالامتثال للإجراءات الصحية، سلط المندوب الجهوي للسياحة الضوء على التدابير الصحية التي ينبغي اعتمادها، داعيا في هذا الصدد إلى احترام التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات والتعقيم المنتظم والمستمر في جميع أجزاء سلسلة القيم السياحية، منها على الخصوص النقل الجوي والبري ومؤسسات الإقامة والمطاعم والجولات المصحوبة بمرشدين.

من جانبه، قال رئيس المجلس الجهوي للسياحة بالداخلة – وادي الذهب، أحمد عبد اللاوي، إن المجلس وضع مخططا طموحا للإنعاش لفترة ما بعد الحجر، يرتكز على أربعة محاور رئيسية، وهي الترويج وتطوير المنتوج والتواصل والتنشيط، بهدف تعزيز وجهة الداخلة.

وأكد السيد عبد اللاوي، في هذا السياق، أن المجلس الجهوي للسياحة أصدر كبسولات فيديو وصور على شبكات التواصل الاجتماعي من أجل التعريف بوجهة الداخلة على الصعيد الوطني، مع إطلاق تطبيق على الهواتف المحمولة، بهدف تثمين التراث الثقافي والثروة الطبيعية للجهة.

وردا على سؤال حول أهمية تشجيع السياحة الداخلية في هذه الفترة الحاسمة التي تميزت، على وجه الخصوص، باستحالة استئناف الرحلات الدولية، على الأقل في الوقت الراهن، أشار رئيس المجلس الجهوي للسياحة إلى أن النهوض بالسياحة الداخلية يتطلب أيضا اتباع خطوة محددة مع وكالات الأسفار المغربية.

وفي هذا الإطار، عقد المجلس الجهوي للسياحة شراكات مع وكالات الأسفار الوطنية وقدم عروضا ترويجية، مع منح الزوار عند وصولهم، عرضا ترحيبيا يشمل دليلا خاصا بالتعامل مع فيروس (كوفيد-19) ومحلولا كحوليا معقما، وكمامة من الثوب القابل للغسل وخريطة للمدينة والجهة، بالإضافة إلى كتيب بعنوان “عطلتي في الداخلة” يضم عناوين مفيدة للأماكن السياحية ومدارس الكايت سورف ومراكز الاستجمام والمطاعم والميناء ومركب الصناعة التقليدية ومختلف الشواطئ.

كما أوضح أنه يتم إعداد عروض تستهدف السياح المغاربة بأسعار مغرية للعائلات المغربية لتشجيعهم على زيارة مختلف المواقع السياحية التي تزخر بها جهة الداخلة – وادي الذهب.

وأصبحت جهة الداخلة – وادي الذهب، التي تضم أزيد من 38 منشأة سياحية، خلال السنوات الأخيرة، وجهة سياحية مفضلة على المستويين الوطني والدولي، وذلك بفضل المؤهلات الطبيعية والثقافية التي تزخر بها، والجهود التي يبذلها مختلف المتدخلون، وتطور البنيات التحتية السياحية في الجهة.

ونتيجة لذلك، فقد حقق قطاع السياحة في مدينة الداخلة نموا قويا خلال السنوات الأخيرة، كما يتضح من زيادة عدد ليالي المبيت في الفنادق المصنفة، التي ارتفعت من 127.001 ليلة في سنة 2018 إلى 161.680 ليلة في السنة الماضية، بزيادة بنسبة 27 في المئة.

يذكر أن وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي أعلنت عن استئناف نشاط الإيواء السياحي اعتبارا من الخميس المقبل.

لكن استئناف الإيواء السياحي سيكون، في مرحلة أولى، محدودا من حيث الطاقة الإيوائية، ومشروطا جغرافيا حسب منطقة المزاولة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي