شارك المقال
  • تم النسخ

الخوف من قلة التساقطات يدفع الفلاحين للتريّث والترقّب قبل الحرث

عانى الفلاحون المغاربة خلال الموسم الماضي، من إحدى أسوء السنوات على الإطلاق، بعد قلة التساقطات التي عرفتها مختلف جهات المملكة، وتفشي فيروس كورونا المستجد، الذي صعب من مهمتهم في ترويج وبيع المحاصيل الزراعية، خاصة في صفوف صغار الفلاحين، الذين يعتبرون أكثر الفئات تضرّراً من هذه الظرفية.

سيناريو الموسم الماضي، دفع مجموعة من الفلاحين المغاربة للتريث قبل الحرث، مخافة قلة التساقطات، الأمر الذي من شأنه أن يضرّ بالمحصول بشكل كبير، خاصة في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي بات عداده اليومي يتجاوز الـ 3000 حالة، مع وجود أزيد من 500 حالة في غرف الإنعاش بالمملكة.

وأعرب عدد من الفلاحين في تصريحات لجريدة “بناصا”، عن إرجائهم لحرث الأراضي، لوقت لاحق، على أمل أن تعرف مناطقهم تساقطات مطرية، محفزة على الزراعة، فيما أكدوا آخرون، ممن لا ينبني عيشهم على الفلاحة، بأنهم لن يغامروا بهدر الأموال في حال لم تهطل الأمطار قبل نهاية شهر أكتوبر الجاري.

وقال محمد، وهو فلاح من إقليم الناظور، في حديثه لـ”بناصا”، بأن الوضعية الحالية، لا تمنح أي تفاؤل للفلاحين، خاصة أن الظرفية الراهنة للمغرب، استثنائية، في ظل تفشي كورونا والتداعيات التي تسبب فيها، وهي أمور لا تعطي أي فرصة “للمغامرة بأموال كبيرة، خاصة لأولئك الذين يملكون دخلا آخر، مثل أصحاب البساتين في صبراَ”، حسب الشخص نفسه.

وأضاف المتحدث:”أما فيما يخص الفلاحين الذين لا يملكون أي دخل آخر غير مرتبط بالحرث، فسيجدون أنفسهم ملزمين على بدء الحرث نهاية أكتوبر أو بداية نونبر على أقصى تقدير، سواء تساقطت الأمطار أو لا، لأن أي تأخر من شأنه أن ينهي موسمهم بشكل مبكر، ويتسبب في هدر المال دون الحصول على محاصيل”، على حد قوله.

من جهته، أشار عبد الله، وهو فلاح من نواحي تارجيست، يعتمد كما الشأن مع أغلب بقية الفلاحين بالمنطقة، على الأمطار، إلى أنه “لحد الساعة ما يزال متردّداً بخصوص الحرث”، مردفاً:”غير أني سأشتري الحبوب والمبيدات، تمهيدا للحرث، لأني التأخر أيضا من شأنه أن يضرّ بنا، ولكني سأنتظر لغاية آواخر الشهر الجاري”.

ويعد الفلاحون الصغار، أصحاب الأراضي البورية، الأكثر تضرّراً من تأخر التساقطات، في ظل اعتمادهم الكلي عليها، وغياب أي بديل، إلى جانب صعوبة دخولهم في مغامرة غير محسوبة النتائج، بشراء مسلتزمات الحرث من حبوب ومبيدات وأسمدة، علما أنهم كانوا من أكثر الشرائح تأزماً من كورونا، بسبب التداعيات السلبية التي مست قدرتهم الشرائية.

ومن شأن التساقطات المطرية التي يعرفها عادةً شهر أكتوبر، أن تدفع الفلاحين للحرث، الأمر الذي يعزز فرص جني محاصيل وفيرة، باعتبار أن الزراعة المبكرة، تضاعف إمكانية صمودها في وجه التقلبات المناخية، لاحقاً، حتى في الحالات التي تشهد تأخراً في هطول الأمطار.

وتعتبر تساقطات أكتوبر، حسب الخبراء، مؤشرا مهماً يستوجب إقدام الفلاحين على تسميد الأرض وحرثها (قلب التربة)، تمهيدا لشراء المستلزمات، على رأسها الأسمدة والمبيدات والبذور المرغوب في زرعها، من قمح أو شعير، أو خرطال، أو غيرهم، والشروع في عملية “الزرع”.

يشار إلى أن المفوضية الأوروبية، سبق وسجلت، في تقرير لها، ارتفاع صادراتها من المنتجات الفلاحية، وعلى رأسها القمح والشعير، نحو المغرب، على خلفية تراجع المحصول الوطني من الحبوب، جراء قلة التساقطات، ما أجبر السلطات على رفع نسبة استيراد.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي