Share
  • Link copied

الخارجية الإسبانية: مدريد مستعدة للاستماع إلى الرباط حول قضية الصّحراء

قالت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، في ضوء طبيعة العلاقات المتسمة بالتوجس والشك وعدم الثقة بين الرباط ومدريد على عدد من الملفات الشائكة والهامة، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية، إنّ وزارتها منفتحة و”مستعدة للاستماع إلى المغرب بشأن ملف الصّحراء”.

وأضافت المسؤولة الحكومية في حوار، أجرته، أخيرا، مع صحيفة “لافانغوارديا” الإسبانية، أنّ مدريد تحاول الخروج من الأزمة التي اندلعت بين البلدين قبل شهر، ـ التي لم تكن ترغب في حدوثها ـ في أسرع وقت ممكن، وأنها ستسهر على إعادة الثقة وتوجيه العلاقة إلى سابق عهدها.

هذا نص الحوار كاملا:

كيف تجري الأمور مع المملكة المغربية في الوقت الراهن؟

قبل شهر، دخلنا في أزمة مع الرباط لم نكن نرغب في افتعالها على الإطلاق، ومن الواضح أننا نريد الخروج منها في أقرب وقت ممكن، وسنعمل على إيجاد مساحة من الثقة يمكن من خلالها إعادة إدارة العلاقة بين البلدين، وهذا الأمر يتطلب قدرا كبيرا من الحكمة من جانبي.

هل ستكون هناك أي مبادرة من إسبانيا تجاه المغرب؟

أخشى أن أكون مملة بعض الشيء في هذه المقابلة، لكنني أؤكد على الحصافة، ثم الحصافة لبناء الثقة.

أربعة أسابيع هي الوقت الكاف للتفكير في النقدي الذاتي، هل أخطأت الحكومة الإسبانية في إبلاغ المغرب بوصول إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، إلى إسبانيا من أجل تلقي العلاج؟

أعتقد أنني الأكثر انتقادًا لنفسي في هذه الوزارة، ولطالما كنت أنتقد ذاتي بطبيعتي، وبعد قولي هذا، أنا أيضًا حازمة في قناعاتي، ولا أتراجع عنها بسهولة.

وعندما توليت منصب وزيرة الخارجية، وعدت بأمرين: لقد وعدت بالدفاع عن مصالح بلادنا ووعدت بتمثيل قيم المجتمع الإسباني.

أعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه الكامل لإسبانيا في الأزمة الأخيرة، لكن الولايات المتحدة كانت أبعد من ذلك بكثير، حيث نظرت واشنطن في مكان آخر في اندلاع مشكلة سبتة التي تزامنت مع أزمة غزة، هل يمكننا القول إن الولايات المتحدة قد تعدل من موقفها تجاه قضية الصحراء؟

أود أن أميز بين مسألتين، بالنسبة لقضية الهجرة، لدى الولايات المتحدة حساسية كبيرة، لأسباب ليس من الصعب تخيلها على حدودها، حيث إن الولايات المتحدة تريد هجرة منظمة ونظامية وآمنة، وهذا الموقف يتطابق ومواقف إسبانيا أيضًا.

أما المسألة الثانية، فهي الوضع في الصحراء، وفي هذا السؤال كنا دائما حذرين للغاية، ونحن نفهم تماما أن المغرب لديه حساسية كبيرة بشأن هذه القضية، ويتضمن هذا الموقف المحترم عدم الرغبة في التأثير على الموقف الذي قد تتخذه الولايات المتحدة، كما نريد حلا تفاوضيا في إطار الأمم المتحدة.

وفي هذا الإطار، نحن على استعداد للنظر في أي حل يقترحه المغرب، مع الأخذ في الاعتبار أنه ليس من مسؤولية إسبانيا التوسط، لأن هذا الدور يجب أن تقوم به الأمم المتحدة.

هل تمت مناقشة موضوع الصحراء مع وزير الخارجية الأمريكي بلينكن؟

نحن نتفق مع الولايات المتحدة على أن حل هذا الصراع يجب أن تعزز دوره الأمم المتحدة، كما نتفق على ضرورة إحياء هذا الخط، مع الاحترام الشديد للمغرب.

هل يمكن أن يكون الحل التفاوضي هو منح حكم ذاتي خاص للصحراء، في إطار السيادة المغربية؟

أكرر: نحن مستعدون للنظر في أي حل يطرحه المغرب على الطاولة.

الجزائر صامتة بحذر، هل شكرت الجزائر إسبانيا رسميا على استضافته زعيم جبهة البوليساريو في إسبانيا؟

الامتنان الذي تلقيناه هو امتنان الشخص الذي تلقى مساعدة طبية في حالة صحية حرجة.

هل تفكر إسبانيا في مطالبة الوكالة الأوروبية فرونتكس بالانضمام إلى أعمال مراقبة الحدود في مدينتي سبتة ومليلية؟

أحد الأسئلة التي نقوم بتقييمها الآن، هو ما إذا كان من المناسب دمج وكالة فرونتكس، ولو جزئيًا، في مراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي في مدينتي سبتة ومليلية، كما أنه لن يتم عمل أي شيء دون توافق مع سلطات المدينتين.

قبل أسبوع، استقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن الرئيس بيدرو سانشيز على ممر حلف الناتو، مما أطلق العنان للعديد من التعليقات والانتقادات الساخرة، في تصور وتطوير هذا التدريج هل كان هناك أي مشكلة تنسيق بين وزارة الخارجية وقصر مونكلوا؟ سأقبل رداً دبلوماسياً منك.

تم الاتفاق مع الولايات المتحدة على عقد اجتماع على هامش اجتماعات حلف الناتو، ويجتمع المرء أحيانا للتحية، وتبادل بعض الانطباعات، وقد عقد هذا الاجتماع في وقت كان فيه قادة الناتو بمفردهم، بدون وسائل الاتصال.

ثم تم التقاط الصورة العائلية، وبمجرد التقاط تلك الصورة، التقطت الكاميرات الممر المؤدي إلى غرفة الاجتماعات، وهو ممر كان رئيس حكومة إسبانيا يتحدث فيه مع رئيس الولايات المتحدة.

ثم إن هناك من أراد عمدا أن يستنتج أن هذا هو الاجتماع، وكان الاجتماع قد عقد من قبل والتزم بما تم الاتفاق عليه سابقًا مع الولايات المتحدة، حيث جرت محاولة للتقليل من شأن شيء كان مهمًا حقًا.

في ضوء الأولويات التي عبر عنها رئيس الولايات المتحدة أمام الجمعية العامة للناتو، هل يمكننا اعتبار أن الصين تصبح العدو الرئيسي لإسبانيا، تليها روسيا؟

في قمة الناتو، تمت إعادة تحديد المخاطر والجهات الفاعلة، وأضيفت إلى المخاطر العسكرية الكلاسيكية مخاطر أخرى، مثل تغير المناخ.

إن حديث الناتو عن تغير المناخ باعتباره خطرًا أمنيًا يجب أن يكون سببًا للتفكير، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يصرون على تقليل حجم المشكلة إلى الحد الأدنى، حيث تم الحديث عن التهديدات المختلطة، نظير الهجمات الإلكترونية والمعلومات المضللة.

وكان أيضا هناك حديث عن مخاطر المجتمعات المنفصلة عن الثورة التكنولوجية، واللاعبان الرئيسيان في هذا السيناريوهات هما الصين وروسيا، وسيتعين علينا أن نكون حازمين للغاية مع الصين وروسيا بشأن مسألة التهديدات المختلطة، وأيضا فيما يتعلق بمسألة هجمات الأمن السيبراني،

ولكن في نفس الوقت يجب أن يكون لدينا أجندة إيجابية مع الصين بشأن قضية تغير المناخ، ليس السؤال هو تعريف الصين وروسيا على أنهما منافسان جديدان لنا، ولكن لمعرفة ما ستكون علاقتنا بهما مبنية على المخاطر، كما عليك أيضا أن نتعاون معهم.

تتحدثين بانتظام مع كبار ممثلي الدول الأوروبية. ما هو رأي الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالعفو المحتمل عن السياسيين الكتالونيين المسجونين؟

اكتشفت موقفا من الاحترام والتفاهم، موقف يمكن اعتباره إيجابيا تجاه إجراء يمكن أن يسهل الانسجام والاستقرار

Share
  • Link copied
المقال التالي