لم تكن جائحة فيروس كورونا التهديد الوحيد الذي تخوف المغاربة منه خلال عيد الأضحى لهذه السنة، بعد أن تزامنت المناسبة مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة بعدد من المناطق، وسط استهتار من الجهات الوصية على القطاع الكهربائي، ما جعل اللحوم الأضاحي تفسد.
وانتشر على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، العديد من التدوينات التي تظهر لحوما فاسدة، بسبب الحرارة المرتفعة التي عرفتها مجموعة من المناطق بالمملكة، خاصة خلال الأسبوع الأخير، في مقابل احتجاجات أخرى، من ساكنة بعض المدن على الانقطاع المتكرر للكهرباء أو ضعف التيار، في الظرفية الراهنة.
وعرفت جماعة عين الشقف وطريق إيموزار، بجماعة أولاد الطيب، الواقعتين بإقليم مولاي يعقوب بجهة فاس مكناس، أمس الأحد، احتجاج العشرات من الساكنة، على ضعف التيار الكهربائي، الأمر الذي تسبب في تعفن جزء كبير من لحوم الأضاحي.
وحمل المحتجون مسؤولية فساد اللحوم إلى المكتب الوطني للكهربائي، بسبب تأخره في إنهاء مجموعة من المشاريع التي كان من شأنها علاج مشكل ضعف التيار، مطالبين إياه بتعويض الخسائر الفادحة التي لحقت بالساكنة خلال عيد الأضحى، وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة.
وفي عدد من المناطق الأخرى، وقفت درجات الحرارة المرتفعة، التي تراوحت بين 28 و42 درجة نهارا، و20 و35 درجة ليلا، وراء التعفن المفاجئ في اللحوم، خاصة عدد من الأقاليم التي بلغت فيها 42، ما تسبب في إضعاف قدرة الثلاجة على التبريد، وجعل العديد من الأجهزة تتوقف عن العمل بشكل مفاجئ.
وفي هذا السياق قال أحد المواطنين في تصريح لجريدة “بناصا”:”لأول مرة في حياتي، يتعفن لحم الأضحية الخاصة بي وأسرتي، بالرغم من أنها كانت موضوعة في جهاز التبريد، إلا أن الحرارة المرتفعة، التي تجاوزت الـ 40 درجة، أفسدتها”.
وأضاف بأنه ليس الوحيد، فهناك بعض الجيران ممكن لديهم “ثلاجات على قد الحال، ويالاه هزت ليهم الميكات ديال اللحم، ولكن مع عمرت، والحرارة كانت مرتفعة بزاف، غلبت على الثلاجة، وذوبتها، وفسد ليهم كاع داكشي لي كان فيها”.
مواطن آخر نجا من هذا المصير، بعد أن فطن للأمر قبل التعفن، صرح لـ”بناصا”:”رغم أن الجو في صباح العيد، كان معتدلا، إلا أن الحرارة ارتفعت في منتصف النهار، ما دفعني، وعلى غير المعتاد، لتقطيع الأضحية قبل الظهيرة، ووضعها في الثلاجة”.
وتابع:”في اليوم الثاني، كان واضحا منذ الصباح بأن درجة الحرارة ستتجاوز الـ 40، وهو فعلا ما حصل، وبقيت أراقب الثلاجة، التي لم تستطع تحمل التكدس والحرارة، لتبدأ في الذوبان، ما دفعني بسرعة للتواصل مع جيراني، الذين كان لديهم الفريزر، وقد أنقذوني بكل صراحة”.
يشار إلى أنه سبق للمغرب أن عرف سنة 2017، فساد مئات الكيلوغرامات من اللحوم في كافة ربوع المملكة، بعد أن كانت الحرارة وقتها، تتراوح بين 20 و25 ليلا، و28 و38 نهارا، في واقعة كانت الأولى من نوعها، حيث أرجع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية حينها، السبب إلى درجات الحرارة المرتفعة.
تعليقات الزوار ( 0 )