شارك المقال
  • تم النسخ

الحناء.. رافعة للتنمية المستدامة وتراث ثقافي بإقليم زاكورة

تشكل الفلاحة المرتبطة بالحناء في تازارين (إقليم زاكورة)، رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية ولتعزيز التراث الثقافي والحضاري للمنطقة.

وتتم زراعة الحناء على مساحة تقدر بنحو 4 آلاف هكتار في هذه المنطقة من المملكة، وهي شجيرة تستخدم أوراقها المجففة كمادة لصناعة مستحضرات التجميل وتستعمل أحيانا لأغراض طبية، وكذا في صناعة العطور.

وشهد هذا النشاط الفلاحي، خلال السنوات الأخيرة، نموا ملحوظا في جهة درعة تافيلالت المتسمة بانتشار الواحات، وذلك بفضل المبادرات التي يتم القيام بها لتطوير هذه السلسلة الفلاحية، وذلك بهدف، على الخصوص، تثمين وتسويق هذا المنتوج المجالي.

وينتظم الفلاحون المهتمون بإنتاج الحناء في إطار تعاونيات ومجموعات ذات النفع الاقتصادي، وهي من المبادرات التي تم اتخاذها لتحقيق تأطير جيد للفاعلين في هذا القطاع، وتعزيز قدراتهم وتحقيق هدف استدامة الإنتاج، سواء من الناحية الكمية أو الجودة، بالإضافة إلى تمكين الفلاحين من الحصول على قدرة تنافسية جيدة.

ومن بين الهيئات النشيطة في هذا المجال، توجد “التعاونية الفلاحية أيتماتن” بالجماعة الترابية تازارين التي تبذل مجهودات كبيرة من أجل تطوير قطاع إنتاج الحناء وتعزيز مساهمتها في الدينامية الاجتماعية والاقتصادية المحلية.

وأكد رئيس هذه التعاونية، إبراهيم المطيري، إلى أن الفلاحة المرتبطة بالحناء في تازارين تعود إلى التجربة التي أسسها الأسلاف على المستوى المحلي، مبرزا أن هذه النبتة العشبية يمكن حصادها أربع مرات في السنة بين شهري ماي ونونبر.

وقال المطيري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الأراضي المخصصة لهذا المجال تخضع كل سنة لعدة ترتيبات، ضمنها تنقيتها وسقيها.

وأشار إلى أنه عادة ما يتم حصد الحناء ثلاث مرات في السنة ابتداء من شهر ماي، في حين يمكن القيام بالحصاد الرابع حينما تكون الظروف مواتية، مضيفا أن الإنتاجية تتراوح بين طن و1.8 طن للهكتار الواحد.

وذكر أن الفلاحة المرتبطة بالحناء في تزارين، المتوارثة أبا عن جد، تلعب دورا اجتماعيا واقتصاديا هاما باعتبارها المصدر الأساسي للدخل بالنسبة لأغلب الفلاحين في هذه المنطقة الواحية، مشيدا بدورها المحوري في المساهمة في التنمية المستدامة.

وأشار المطيري إلى أن “التعاونية الفلاحية أيتماتن”، التي تأسست في سنة 2014، تهدف إلى الترويج لحناء تازارين، وكذا المساهمة في الحفاظ على خصائص تميزها.

وأكد أن التعاونية، التي تضم في عضويتها رجالا ونساء، شاركت في العديد من المعارض الوطنية والدولية، خاصة في فرنسا والإمارات العربية المتحدة، موضحا أنها تعمل حاليا على تعزيز استخدام الأسمدة العضوية في فلاحة الحناء بتازارين.

وأبرز المطيري أن “التعاونية الفلاحية أيتماتن”، التي تتوفر على وحدة لتخزين وتعبئة الحناء، تقوم أيضا بتوجيه الفلاحين وتوعيتهم بسبل إنجاح جميع مراحل الإنتاج، مضيفا أن التعاونية استفادت من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان.

كما أكد أن التعاونية أبرمت شراكة مع المعهد الوطني للبحث الزراعي حول إنتاج وتثمين فلاحة الحناء، مبرزا أهمية تضافر جهود جميع الفاعلين المعنيين بتعزيز الزخم الذي حققه قطاع الحناء في تازارين ومواجهة تحدياته المختلفة وتطوير كافة المجالات المرتبطة بالنظام البيئي للواحات.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي