Share
  • Link copied

الحكومة الإسبانية تتجاهل مواطنيها العالقين بالمغرب ومافيا الأسعار تهزم عودتهم

ما زالت تداعيات تعليق الرحلات الجوية من وإلى فرنسا وإسبانيا، وذلك بسبب تفشي فيروس كورونا والسلالات المتحورة تخيم على الآف العالقين من المواطنين الإسبان، والحاملين لبطائق الإقامة في إسبانيا الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بعد انقضاء عطلة عيد الفصح التي قضوها بالمغرب.

وفي الوقت الذي قامت فيه إسبانيا بإجلاء حوالي خمسة آلاف إسباني من المغرب، فإن العدد الدقيق من المواطنين الإسبان أو المقيمين المغاربة غير واضح، حيث لا تزال هناك أعداد كبيرة من العالقين ينتظرون عبور المضيق.

2000 شخص في وضعية محفوفة بالمخاطر

وقالت جمعية “أصدقاء الشعب المغربي” في إسبانيا، إن هناك حوالي 2000 شخص يحاولون العودة إلى إسبانيا، كما أدى تعليق الرحلات إلى تعطيل أعمالهم أو التحاقهم بأهاليهم في إسبانيا، لافتة إلى أنه لا يمكن للمصادر الدبلوماسية التي تم التشاور معها أن تؤكد الرقم الحقيقي.

وحسب الجميعة ذاتها، فإن المصادر الدبلوماسية تقدر بأن حوالي 5000 شخص قد عادوا إلى ديارهم بالفعل منذ قرار الإغلاق، ووصلت إلى إسبانيا خمس عبّارات تحمل على متنها ما بين 750 و800 راكب، علاوة على أربع رحلات أخرى تقل حوالي 350 راكبا.

محمد بلخضر، واحد من الحاملين لبطائق الإقامة في إسبانيا، والذي يملك عقدا دائما في منطقة فيلافيردي باجو، كان يحاول العودة منذ تاريخ ثلاثة أبريل، قال في تصريح لـمؤسسة “تنمية الطفولة المبكرة” إن القنصلية الإسبانية بالدار البيضاء تتجاهلهم: “عندما تذهب شخصيًا إلى هناك، فإن جهاز الأمن لا يسمح لك بالمرور”.

ووفقًا لشهادات مختلفة، عند الاتصال بأرقام السفارة، يوصونهم بالاهتمام بالشبكات الاجتماعية أو الرجوع إلى شركات النقل البحري أو شركة أيبيريا للطيران، كما أن قسم تنمية الطفولة المبكرة، لم يتلقى أي جواب عند محاولته الاتصال بسفارة إسبانيا في المغرب، إلا من “رسالة صوتية مسجلة”.

السفارة الإسبانية تتابع الوضع

في المقابل، أكدت وزارة الخارجية الإسبانية أن كل من السفارة والقنصليات على اتصال دائم ويراقبون الموقف عن كثب باستمرار، وهم يؤكدون أنهم يواصلون العمل لحل المشكلة وتسهيل وتنظيم المزيد من وسائل النقل من أجل إجلاء العالقين.

لكن بالنسبة للعديد من المحاصرين، فإنه يتم إخطارها أو إشعارهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، باستئجار سفن في المضيق، مما يجعل من الصعب الحصول على تذكرة، بالإضافة إلى زيادة تكلفة اختبار الـPCR الإلزامي لدخول إسبانيا، حيث يجب القيام بذلك بشكل عاجل.

المافيا تبيع التذاكر بعشرة أضعاف سعرها الحقيقي

ووفقا لتقارير إعلامية من الجارة الشمالية، فقد وجد المواطنون الإسبان أنفسهم بين مطرقة مافيا الوسطاء وبين تخلي الحكومة عنهم، حيث أن سعر التذاكر زاد حتى عشرة أضعاف قيمتها، مريم، إحدى النساء الإسبانيات المحاصرات، تؤكد أنها عرضت عليها تذكرة مقابل 500 يورو، بينما كان سعر شركات النقل البحري نظير (Balearia أو Transmediterránea) هو 38 يورو.

كما نددت مريم، أيضًا بعدم السماح لها بدخول القنصلية، ففكرت في العودة إلى إسبانيا عبر موريتانيا، لكن التكلفة ستصل إلى 1000 يورو.

الناس في خطر

محمد العلمي، رئيس جمعية “أصدقاء الشعب المغربي”، قال إن قصص الأشخاص المعرضين للخطر الذين لا يستطيعون العودة غالبا ما تصل إلى الجمعية، فعلى سبيل المثال، أم لديها طفلان، أحدهما لديه إعاقة بنسبة 90٪. كما يتذكر أنه خلال فترة الحجر الصحي الأولى، عندما حوصر 50000 شخص، توفي شخص واحد بالفعل بسبب عدم تمكنه من الوصول إلى  الخدمات العلاجية لغسيل الكلى.

ودعا العلمي إلى استقالة السفير الإسباني في المغرب ريكاردو دييز هوشلايتنر الذي يتهمه بإهمال معاناة المحاصرين، بالإضافة إلى ذلك، تستنكر الجمعية عدم الاستجابة لشكاواها، لاسيما من طرف وزيرة الخارجية أرانشا غونزاليس لايا.

توتر العلاقات بين المغرب وإسبانيا

ويعزو المصدر ذاته، حالة الوضع الحالي إلى العلاقة السيئة والمتوترة بين إسبانيا والمغرب، وبحسبه، فإن الحكومتين تلومان بعضهما البعض على عدم وجود حل، مما تسبب في مزيد من الارتباك دون معرفة من المسؤول، لكن المصادر الدبلوماسية التي تم التشاور معها تؤكد أن الحكومة المغربية تساعد في حل المشكلة.

Share
  • Link copied
المقال التالي