بعد التخوف الذي عبّر عنه حزب “فوكس” الإسباني اليميني المتطرف، بشأن التطور العسكري الذي يعرفه المغرب خلال السنوات الأخيرة، وهو الأمر الذي دفعه، أخيرا، إلى مراسلة بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة، بشأن ما قال “إن المغرب يعتزم نشر صواريخ إسرائيلية” على الحدود مع الثغور المغربية المحتلة كسبتة ومليلية، أكدت الحكومة الإسبانية أنها ستستمر في بيع الأسلحة إلى المغرب.
وجاء هذا الحديث، وفق وسائل إعلام إسبانية، رداً على سؤال كتابي لأحد أعضاء مجلس الشيوخ الإسباني (كارليس موليت)، بشأن “إمكانية توقف إسبانيا عن عقد صفقات بيع السلاح لصالح المغرب، على اعتبار أنها أبرمت اتفاقا مع إسرائيل لبناء قاعدة عسكرية على بعد 40 كيلومترا من مليلية و 130 من الجزائر ما يهدد الأمن الإسباني”. حسب زعم السيناتور.
غير أن رد الحكومة الإسبانية، وفق المصدر ذاته، كان صادماً لكارليس موليت، وذلك بعدما أكدت أنها ستستمر ببيع الأسلحة الإسبانية الصنع للمغرب وفق معاهدة تجارة الأسلحة والمواد الدفاعية ومكافحة الشغب.
وأكدت الحكومة الإسبانية في جوابها على سؤال موليت، أن طلبات السلاح يتم تحليلها “كل حالة على حدة” وأن التراخيص مصحوبة “بوثائق صارمة تتحكم في الاستخدام والوجهة والمستخدم النهائي، بما في ذلك شرط عدم إعادة التصدير أو استخدامها في غير ما هو مصرح به”.
وأضافت أنه يتم تحليل طلبات استيراد الأسلحة من طرف الدول، وتحليل نوعية الأسلحة ومدى توافقها مع إمكانية استخدامها من طرف البلد المشتري، خاصة فيما يتعلّق بخصائصها التقنية.
وفي ردها على موليت، جدّدت الحكومة تأكيدها على أنها ترغب في الحفاظ على “أفضل علاقة جوار ممكنة مع المغرب” والذي وصفته مرة أخرى بـ “الشريك الاستراتيجي”، مشددة على أنها “تعمل وستواصل العمل في مجالات التعاون” التي تقوم عليها هذه العلاقة، وتسعى إلى “المنفعة المتبادلة” و”الدفاع دائمًا عن مصالح إسبانيا”.
وكان سانشيز قال في تصريح سابق إن للمغرب كامل الحق في نشر طائرات مسيرة (بدون طيار) في حدوده مع المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، حتى وإن كانت مزوّدة بالصواريخ الدفاعية.
وذكرت صحيفة “إلفارو دي مليلية” التي أوردت تصريح سانشيز، أن حزب “الكومبروميس” اليساري، عبّر عن تخوّفه من نشر المغرب لطائرات “درون” قرب حدود المدينتين “المتمتعتين بالحكم الذاتي وغير التابعتين لحلف “الناتو”. وفق تعبير الصحيفة.
وأوضحت، في السياق ذاته، أن سانشيز رد على السؤال الكتابي الذي وجّهه حزب “الكومبروميس” بالتعبير عن ارتياحه من هذه المسألة، مشيراً إلى أن المغرب يتمتع بالسيادة الكاملة على ترابه وله الحق في نشر هذه الطائرة وإن كانت دفاعية.
تعليقات الزوار ( 0 )