شارك سماحة الأمين العام للمجلس الاسلامي العربي العلامة السيد د. محمد علي الحسيني في القمة العالمية لقادة الأديان من أجل المناخ الذي انعقد في أبوظبي في السادس من نوفمبر 2023 من تنظيم COP28
ومشاركة مجلس حكماء المسلمين
وقدم د. الحسيني ورقة عمل علمية بعنوان” القيادات الدينية ومسؤوليتها في معالجة أزمة المناخ ودورها في إحياء كوكب الأرض” ، أكد فيها أن الله تعالى أمر عباده جميعا بعمارة الأرض واصلاحها وإحيائها لأن لهم فيها معاشهم ومستقرهم، ودعاهم إلى العمل في هذا السبيل، إلا أن الإنسان حاد عن أمر الله وألهمه فجوره فسادا وتخريبا في الكوكب الذي صار قاب قوسين أو أدنى من الدمار.
وأضاف السيد الحسيني: هذا الخطر جعل مشكلة المناخ من أهم المواضيع المطروحة،ومن أكبر التحديات الراهنة التي تشغل اهتمام العالم للحفاظ على الكوكب وانقاذه واذ تقع المسؤولية الكبيرة على عاتق المسؤولين وصناع القرار، إلا ان العبء الأكبر يقع على القيادة الدينية بما لها من تأثير ومكانة في الأوساط الاجتماعية.
وشدد الدكتور الحسيني في ورقته على أن أزمة المناخ لا يمكن معالجتها إلا من خلال تفعيل دور القيادات الدينية المؤثرة بخطوات فعالة وجادة، عارضا التوصيات المطلوبة، وأهمها إصدار الفتاوي التي تؤكد على تحريم تلويث البيئة، وعقوبة ذلك في الدنيا والآخرة، استنادا إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة. وكذلك التأكيد على أحكام الشرائع الدينية الداعية إلى تحقيق تنمية بيئية رشيدة، والإضاءة على أحكام الفقه الإسلامي من تلويث البيئة، والدعوة إلى عمارة الأرض.
ولفت الى أهمية اعتبار الطبيعة نعمة الله على عباده والاعتداء على مواردها وإهدارها وتلويثها تجاوز واعتداء على حق الأجيال القادمة، ودعا إلى تسليط الضوء على استراتيجية الإسلام في حماية البيئة من خلال المشروع الأخضر والتشجيع على الغرس.
وعلى المستوى السياسي شدد السيد الحسيني على أهمية تحقيق العدالة في توزيع الثروات، وتقديم مساعدات مالية لدعم الدول الفقيرة للتأقلم مع تغير المناخ.
أما على المستوى التربوي فيجب تفعيل دور المؤسسات التعليمية والثقافية لرفع منسوب الوعي في التعليم البيئي المتكامل وجعله أولوية في البرامج التعليمية والمنظومة التربوية.
وختم السيد محمد علي الحسيني ورقته بالتأكيد على التكليف الواجب على القادة الدينيين نحو المناخ والبيئة وإنقاذ الأرض، من خلال الحث النظري مع التنبيهات من مخاطر اهمال البيئة والاعتداء عليها وحرمة ذلك شرعا وتقديم الأنموذج الإسلامي العملي الأمثل وإيجاد السبل والآليات لتفعيله وتطبيقه على أرض الواقع لتحقيق الأهداف المرجوة، وإنقاذ الكوكب.
تعليقات الزوار ( 0 )