Share
  • Link copied

الحرّاكة المغاربة.. بين الحُلم الأوروبي وكابوس الترحيل إلى أرض الوطن

قلبَ فيروس كورونا في دول أوروبا حياة مهاجرين مغاربة “حراكة” إلى جحيم، وحوّل حلمهم الأوروبي إلى كابوس مرعب، فبعدما كانوا يتمنون تحقيق حلم الهجرة، والحصول على حياة أفضل في أوروبا، أصبح ذلك صعب المنال، نتيجة تفشي الوباء.

تبدّد حلم “الفردوس الأوروبي”

وبدأ مهاجرون بالعودة من أوروبا إلى بلدهم الأصلي، هرباً من تداعيات تفشي فيروس كورونا، فعندما تبيّن عالميا أن وباء كوفيد-19 ، يمثل تحديا صحيا غير مسبوق، وبدأت الحكومات في فرض إجراءات الإغلاق والعزل الاجتماعي، كان رد فعل الكثيرين من “الحراكة” المغاربة، العودة إلى مسقط رأسهم لمواجهة الأزمة في أوطانهم أو في المنطقة التي ينحدرون منها، وفق تقرير صحيفة “إلباييس” الإسبانية.

ووجد مئات “الحراكة” المغاربة المتواجدين بشكل غير قانوني، في دول أوروبا أنفسهم في وضعية صعبة جداً، بعد فرض حالة الطوارئ، وفضّل عدد منهم الهجرة المضادة نحو المغرب، بعد توقف قوتهم اليومي وتعقد وضعية وباء “كورونا” في دول القارة العجوز، خصوصا بعد فرض غرامات طائلة على خارقي حالة الطوارئ.

“الحرّاكة” وخيار العودة

كشفت تقارير إعلامية، أن جائحة فيروس كورونا أثرت على الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط، حيث أخذ هذا النشاط اتجاها معاكسا أي من أوروبا نحو إفريقيا.

وما يدفع المهاجرين إلى العودة، بحسب وكالة الأنباء الكاثوليكية “KNA”، هو أن حلمهم بالحصول على حياة أفضل في أوروبا “أصبح كابوساً”، نتيجة تفشي الفيروس التاجي، وتلخص الوكالة أسباب عودة المهاجرين في سببين رئيسيين، أحدهما صحي والآخر اقتصادي.

وعلى الرغم من أن المهاجرين الذين ليست لديهم وثائق يستطيعون الاستفادة أيضاً من النظام الصحي الإسباني – بحسب الوكالة-، إلا أن بعضهم قرّر العودة خوفاً من الإصابة بكورونا.

مغاربة دفعوا 5 آلاف أورو للعودة

ومع تفشي وباء كورونا في أوروبا، بدأت دول في عمليات ترحيل المهاجرين العالقين، حيث وجد مغاربة غير قانونيين  على أراضيها أنفسهم بين مطرقة كورونا وسنداد الترحيل، ليقرروا العودة عبر قوارب الموت، مقابل دفع أزيد من 5000 أورو، أي 5 أضعاف ما يدفعونه في الاتجاه المعاكس.

وكان تقرير للاتحاد الأوروبي كشف أن أزيد من 100 مغربي غادروا السواحل الإسبانية، صوب العرائش بالمغرب بطريقة غير قانونية على متن قوارب الموت، بعد أن دفعوا ضعف ما كانوا يدفعونه 5 مرات للهجرة نحو إسبانيا.

وفي هذا السياق ذكر تقرير لصحيفة “إلباييس” أن المغاربة العالقون في أوروبا، دفعوا للمهربين هذه المبالغ للعودة إلى وطنهم، بعدما أُغلقت الحدود وتحوّلت حياة بعضهم إلى جحيم.

شهادات مؤثرة

ابراهيم مهاجر مغربي وصل إلى إيطاليا عبر “الحريك” يقول لـ “بناصا”: “الأوضاع كارثية هنا بالنسبة للمغاربة المقيمين بشكل غير قانوني، خصوصا الذين لا يتوفرون على أوراق الإقامة أو مسكن”، وأضاف الكثير من “الحراكة” المغاربة، الذين كانوا يزاولون بعض الأنشطة المدرة للدخل في المزارع والبناء كلها توقفت بفعل جائحة كورونا، فوجدوا أنفسهم عرضة لخطر الجوع، باستثناء بعض المساعدات التي تقدمها منظمة الصليب الأحمر”.

ومضى ابراهيم يقول: “بسبب حظر التجول ودوريات الشرطة، فإنه من غير الممكن للمهاجرين الذين لا يتوفرون على أوراق الإقامة الوصول إلى مكان العمل، دون أن يتم القبض عليهم”.

وفي سياق متصل، يؤكد حمزة  أنه هاجر إلى اسبانيا بهدف تحقيق أحلامه لكن أزمة كورونا ضاعفت معاناته ودفعته إلى البحث عن وسيلة للعودة إلى المغرب، مشيرا إلى أن الوضع سيء جدا بعد فرض حالة الطوارئ الصحية.

ويذكر أن تقريراً للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أوضح أن 12745 مهاجرا مغربيا دخلوا إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، من بين 113482 مهاجرا وصلوا إلى القارة، وحلّ المغرب في الرتبة الثانية من حيث عدد المهاجرين الذين دخلوا إلى أوروبا السنة الماضية.

Share
  • Link copied
المقال التالي