Share
  • Link copied

الحج الأخضر وهسبريس ‎

“يعزّز الحج بأعداد محدودة من المسلمين في مكة المكرمة بسبب فيروس كورونا المستجد مفهوم “الحج الأخضر” في المستقبل”.

بهذه الكلمات التي توهم بحب البيئة والانشغال بهم المحافظةعليها استهلت “هسبريس” مقالا عنونته بـ”المناسك المحدودة تستشرف مفهوم الحج الأخضر خلال المستقبل”.

وبقراءة ولو خاطفة نجد أنفسنا أمام مفهومين جديدين لا يمتان للشرع بصلة بل يحاولان عبثا طبعا ضرب روح الركن الخامس للإسلام في مقتل.. “الحج الأخضر” و “المناسك المحدودة”.

تروج هسبريس التي بالمناسبة نقلت المقال عن وكالة الأنباء الفرنسية -التي ليست موضوع خربشتي هاته لمعرفتنا جميعا بخطها وتوجهات أصحابها- تروج لفكرة أن وجود أكثر من مليونين ونصف المليون من الحجاج من جميع أنحاء العالم خلال أقل من أسبوع في أماكن مزدحمة جدا من شأنه تدمير البيئة وأن “هذه الحشود تخلق ما يشبه “تسونامي” بيئيا مع ازدياد تلوث الهواء بفعل ارتفاع عدد الحافلات والسيارات والطائرات بشكل كبير جدا، وآلاف الأطنان من النفايات، وارتفاع معدلات استخدام المياه في ظل طقس حار للغاية”.

ولإقناعنا أو محاولة ذلك استضافت هسبريس مسؤولة الحملات في منظمة السلام الأخضر التي نبهتنا أنه “أضحى بإمكاننا أن نعيش تقاليدنا وأداء طقوسنا على أكمل وجه مع الحفاظ على سمائنا خالية من التلوث وشوارعنا خالية من القمامة”.

وللإمعان في المهنية أورد الموقع/الوكالة رأي حاج يبدو من اسمه أنه من آسيا الوسطى أو هكذا أريد له أن يكون.. وهو الرأي الذي يروج لفكرة أن الأماكن المقدسة أضحت أكثر نظافة في ظل محدودية عدد حجاج هذا العام وأن عمال النظافة صار بوسعهم تأدية مهامهم على أكمل وجه.

أما ما يخص مفهوم “المناسك المحدودة” فنسيت هسبريس أن تروج له أو تناست أو أنها تحضر للترويج له كأن تقترح علينا مثلا إسقاط المبيت بمنى أو طواف الإفاضة تفاديا للازدحام والاختلاط والتلوث.

بعد ما سبق من ملاحظات أرى أنه من واجبي نصح هؤلاء بأن يصوبوا فوهات مدافعهم لأمر آخر غير الدين لمحاولة تشويهه لأن الله عز وجل طمأننا أنه نزل الذكر وأنه له حافظ.. ومن واجبي كذلك نصحهم ألا يترفعوا عن لعب التابع في أمر كهذا خصوصا “أ ف ب” المعروف أصحابها بعدائهم للإسلام. أجد كذلك أنه من الواجب نصحي للقراء أن ينتبهوا جيدا لما يحاك ضد دينهم وقيمهم وثوابتهم من خلال وسائل إعلام مشبوه تمويلها خبيث خطابها تسم القارئين.

وأجد نفسي مضطرا في الأخير لطرح السؤال التالي الذي أود أن أحظى في إجابته بأرقام تعزز الجواب عليه:

ما حجم ما تسبب فيه الحج منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من تلوث للبيئة مقارنة مع ما تسببت فيه الصواريخ المستخدمة في الحرب على اليمن وما آل إليه وضع أرخبيل سقطرى وخليج عدن من تلوث ودمار خلال خمس سنوات فقط؟؟

*صحافي مغربي بقناة الجزيرة

Share
  • Link copied
المقال التالي