كشف موقع “ساحل – إنتلجنس” المتخصص في الوضع الأمني في منطقة الساحل، أنه على الرغم من وجود الحرس الثوري الإيراني ضمن وحدات جزائرية معينة، فإن الجيش الجزائري تكبد خسائر كبيرة في صفوف جنوده في بعض مناطق جنوب الجزائر، خاصة في تمنراست، عين القيطم، وبرج باجي مختار.
وبحسب القصاصة الناطقة بالفرنسية، فإن تصرفات نظام الجنرال سعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش ومديرية المخابرات، لم تقتصر على تأجيج التوترات الداخلية فحسب، بل كان لها أيضًا تداعيات مزعزعة للاستقرار على الدول المجاورة مثل موريتانيا، وخاصة مالي.
وتدعم الاتهامات الموجهة للجزائر بالتدخل في شمال مالي العديد من التقارير التي تشير إلى وجود عسكري غير رسمي وتسليمات أسلحة لفصائل مسلحة مالية، حيث يُنظر إلى هذه الإجراءات على أنها محاولة من قبل الجزائر للحفاظ على نفوذها الإقليمي وحماية مصالحها الاستراتيجية، غالبًا على حساب الاستقرار الإقليمي.
ووفقًا لمصادر محلية، قُتل العديد من الجنود والانفصاليين الجزائريين في اشتباكات حديثة، وتسلط هذه الحالة الضوء على التحديات المتزايدة التي يواجهها النظام العسكري الجزائري في محاولته للحفاظ على السيطرة وإدارة الصراعات الداخلية.
ويلاحظ خبير الجيوستراتيجية أن “التحالف مع الميليشيات الإيرانية قد يؤدي إلى تفاقم التوترات المحلية والإقليمية، مما يضيف بعدًا دوليًا إلى صراع معقد بالفعل”.
ويؤكد محلل من جامعة الجزائر أن “الاستخدام المفرط للقوة من قبل الجيش الجزائري لا يفعل سوى تفاقم مشاعر الظلم والتهميش، مما يدفع المزيد من الشباب نحو حركات المقاومة”.
وفقًا لخبراء غربيين في الدراسات الاستراتيجية والعالمية، فإن القمع المنهجي والدعم للجماعات الجهادية المرتبطة بالقاعدة والدولة الإسلامية في إفريقيا، يساهم في تصاعد التوترات والصراعات في منطقة الساحل.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن النظام العسكري الجزائري يواجه تحديات متزايدة على جبهات داخلية وخارجية، حيث إن استمرار القمع والتدخل في الدول المجاورة قد يؤدي إلى تفاقم التوترات وعدم الاستقرار في المنطقة.
ويثير التواجد المتزايد للميليشيات الإيرانية في الجزائر، خاصة في المناطق الجنوبية المتاخمة لمالي، قلقًا بشأن تأثيرها المحتمل على استقرار وأمن المنطقة، ويثير وجودها في الجزائر تساؤلات حول دوافعها والعواقب المحتملة على علاقة الجزائر بجيرانها، خاصة مالي.
وفي السنوات الأخيرة، لوحظ ازدياد ملحوظ في تواجد الميليشيات الإيرانية في الجزائر، خاصة في المناطق الجنوبية المتاخمة لمالي. غالبًا ما يتم دمج هذه الميليشيات داخل الوحدات العسكرية الجزائرية، وتقدم التدريب والخبرة والدعم في مختلف العمليات. ويتضح وجودها بشكل خاص في مكافحة الحركات الانفصالية في مناطق الأمازيغ ذات الأغلبية في جنوب الجزائر.
وأثار النفوذ المتزايد للميليشيات الإيرانية في الجزائر قلقًا لدى المراقبين المحليين والدوليين على حدٍ سواء، ويجادل النقاد بأن انحياز الجزائر لميليشيات إيران بالوكالة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التوترات وعدم الاستقرار الموجودين في المنطقة
وكان تورط الجزائر في مالي، خاصة دعمها المزعوم للجماعات المسلحة في الشمال، مصدرًا للتوتر بين البلدين. يمكن أن يعقد وجود الميليشيات الإيرانية في الجزائر هذه العلاقات أكثر، حيث اتهمت إيران بدعم الجماعات المسلحة في مالي أيضًا، وقد يؤدي ذلك إلى صراع بالوكالة في المنطقة، مع الجزائر وإيران من جهة ومالي وحلفائها من جهة أخرى.
تعليقات الزوار ( 0 )