دفع الجفاف مجموعة من المواطنين إلى مطالبة السلطات المغربية، بالعمل، بشكل عاجل، على ضبط صبيب ماء العيون دائمة الجريان، التي تتواجد في مجموعة من المناطق بالمملكة، وذلك لتجنب استنزاف الفرشة المائية، سيما في هذه الظرفية التي تعيش على وقعها البلاد، بسبب قلة التساقطات.
وتعرف مجموعة من جهات المغرب تواجد العديد من العيون التي لا تتوقف عن الجريان، بشكل يومي، دون أن محاولة لضبط صبيبها، رغم أن العديد من جمعيات المجتمع المدني، قامت بالفعل، في بعض المناطق، بتوفير صنابير لهذه العيون، من أجل التحكم في كميات الماء المستهلكة، وتجنب تبذير الماء الصالح للشرب.
إقليم الناظور واحد من المناطق التي تتواجد بها العديد من العيون دائمة الجريان، مثل “تينملال”، “أرييون”، “سيدي عبد الله”، “فرحية”، “إغزر أمرزاك”، “شرب وهرب”، “سيدي عثمان”، وجميعها عيون كبر أبناء المنطقة على مائها، كما أن أغلبها لا يتذكر من تبقى على قيد الحياة من أبناء المنطقة كبار السنّ، متى بدأ جريانها.
وأكد مواطنون من إقليم الناظور، في تصريحات لجريدة “بناصا”، أن هناك عيوناً تجري منذ عقود طويلة، وربما قرون، دون أن يتم ضبط صبيبها من طرف الجهات المختصة، من أجل ترشيد المياه التي تضيع في كثير من الأحيان دون أن تتم الاستفادة منها، لا سواء للشرب بالنسبة للساكنة المجاروة للعيون، أو توريد الماشية، أو للسقي.
وقال عبد الغني، القاطن بمدينة زايو حاليا، والمولود بضواحيها، والذي عاش منذ صغره على مياه العيون المتواجدة بالمنطقة، منها عين تينملال، وسيدي عبد الله، وأرييون، وفرحية، و”إيغزر أمرزاغ”، وجميعها تجري منذ عقود طويلة، حتى أن العديد من السكان لا يتذكرون متى بدأت في الجريان، ومنهم من وصل عمره إلى التسعين ويتحدث عن أنه منذ صغره يعرف عيناً مثل سيدي عبد الله.
وأضاف الشخص نفسه في حديثه لـ”بناصا”، أن كميات هائلة من المياه تهدر بشكل يومي في عيون مثل تينملال، وسيدي عبد الله، وأرييون، وحتى سيدي عثمان، المتواجدة شمال مدينة زايو، في سفح جبل “الإذاعة”، وهي أيضا، دائمة الجريان، متابعاً أن السلطات، مطالبة، أكثر من أي وقت مضى، بالتحرك لضبط صبيبها لترشيد استهلاك الفرشة المائية.
وأوضح أن استغلال المياه الجارية من هذه العيون، كان من الممكن أن يوفر المياه للتجمعات السكنية المجاورة لها، وحتى لمدينة زايو ككل، متابعاً باستغراب: “أكان السلطات المغربية أن الأوضاع ستستمر على هذا النحو، وأن السنوات العجاف لن تأتي؟ عموماً الأمر بات واقعا، والأمطار تأخرت في الهطول، وحقينة السدود تراجعت، والماشية بدأت تموت جوعاً في كثير من الجهات، الآن بات عليها التحرك”.
تعليقات الزوار ( 0 )