تشهد الجزائر منذ مدة تصاعدًا في حدة التوتر السياسي، تجلى ذلك بشكل واضح في موجة من الاعتقالات والإقالات التي طالت صفوف الجيش بقيادة الجنرال سعيد شنقريحة. تأتي هذه التطورات في ظل سياق من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي المستمر، ما يثير قلقًا بشأن مستقبل البلاد.
وتعاني الجزائر من عدم الاستقرار السياسي منذ عقود، حيث تداولت السلطة بين عدد من الفصائل العسكرية والسياسية، ما أدى إلى غياب الرؤية الواضحة للمستقبل، وفي ظل هذه الأجواء المشحونة والمتوترة، أقدمت السلطات الجزائرية على شن حملة واسعة من الاعتقالات والإقالات التي طالت عددًا من كبار ضباط الجيش.
تطهير الجيش قبيل الانتخابات الرئاسية
وعرفت الأشهر الأخيرة تصاعدًا في حدة التوتر في الجزائر، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 7 سبتمبر المقبل، وتُعزى موجة الاعتقالات والإقالات التي طالت العسكريين جزئيًا إلى هذه التحضيرات الانتخابية، حيث تهدف إلى ضمان استقرار الجيش وولائه خلال هذه الفترة الحاسمة بالنسبة للجنرال سعيد شنقريحة والرئيس عبد المجيد تبون.
رسالة قوية للمعارضين
ويحاول الجنرال شنقريحة من خلال هذه الإجراءات بعث رسالة قوية إلى المعارضين المحتملين وللذين قد يشكلون تهديدًا لاستمرارية النظام الحالي، وتهدف هذه الإجراءات الديكتاتورية إلى الحفاظ على النظام والانضباط داخل القوات المسلحة، وتعزيز السيطرة على مختلف فروع الدولة في هذه الفترة الدقيقة.
نفي التطهير المتعمد
وعلى الرغم من هذه الإجراءات، تصر السلطات الجزائرية على أن الأمر لا يتعلق بتطهير متعمد للجيش، إلا أن هذا الوضع يُسلط الضوء على التحديات التي تواجهها الجزائر بينما تسعى إلى التنقل بين الاضطرابات السياسية والضغوط الاجتماعية.
ويُثير تصاعد حدة التوتر في الجزائر قلقًا بشأن استقرار البلاد على المدى الطويل، فمع اقتراب الانتخابات الرئاسية، تزداد المخاوف من استمرار الاضطرابات السياسية والاقتصادية.
تعليقات الزوار ( 0 )