Share
  • Link copied

الجزائر.. من “نظرية المؤامرة” و”الرهاب المغربي” إلى الواقع البئيس على أرضية الملعب

ودعت الجزائر، بطلة 2019، أخيرا، دور المجموعات لكأس أمم أفريقيا للمرة الثانية تواليا بعد خسارتها 0-1 أمام موريتانيا التي حققت فوزا تاريخيا على ملعب السلام في بواكي ضمن الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة، لتتأهل إلى ثمن النهائي، ومع خروج “الخضر” شرع الإعلام ينفث سمومه في “الكان” ويعلق فشله منتخبه على المغرب.

وفي هذا السياق، قالت صحيفة “أتالايار” الإسبانية، في تقرير لها، إنه بدلا من الاعتراف بأخطائهم والعمل على تصحيحها، يلجأ الإعلام الجزائري إلى السخرية، ويبكي المؤامرة، مؤامرة يقف خلفها فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

وبحسب مسؤولين جزائريين، مدعومين بصحافة منظمة، فإن فوزي لقجع يتلاعب بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم ضد المصالح الجزائرية ولصالح بلاده، واتهامات من هذا النوع، والتي اعتبرها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم تشهيرية، أدت إلى تغريم عادل عمروش، المدرب الجزائري للمنتخب التنزاني، غرامة قدرها 10 آلاف يورو والإيقاف ثماني مباريات لأنه أعلنها دون أن يكون لديه أي سبب للقيام بذلك.

واستنادا إلى الصحيفة ذاتها، فإن هذه العقوبة أوقفت مشاركته في كأس الأمم الأفريقية ووضعت حدا لمسيرته الأفريقية، حيث كان أساسيا في المنتخبات الأفريقية، حيث درب كينيا وليبيا قبل أن يتولى الجهاز الفني التنزاني.

واكتسبت نظرية المؤامرة زخما بعد التعادل الثاني مع بوركينا فاسو، وبلغت الكراهية المغربية ذروتها مع بث تقرير عن كأس إفريقيا للأمم من قبل التلفزيون العمومي الجزائري الرسمي، الذي لم يتردد معلقه في وصف المغرب بـ”بلد الشر”، متهما إياه لمحاولة إفساد هذه المنافسة الكروية، واتهموه بأنه الشيطان الذي يحاول باستمرار الإضرار بالفريق الوطني الجزائري وكرة القدم الأفريقية.

ولم يجد بعض المعلقين و”المحللين” في القنوات التلفزيونية الجزائرية ما هو أسوأ لدعم نظرية المؤامرة المغربية من ربط إسرائيل والإمارات العربية المتحدة بالمملكة الشريفة، وتبرير “العداء المغربي للجزائر بسبب زعمهم دعم الجزائر للقضية الفلسطينية”.

وأبرزت الصحيفة، أنه من السهل أن نرى أن القوى القائمة قد بذلت كل ما في وسعها من خلال عرض كل ما طالبت به بلماضي، من خلال رئيس اتحادي خاضع لها تمامًا، لجعل كأس إفريقيا هذه بمثابة معرض لنظام لم يفعل شيئًا سوى جمع الأموال، وفشل دبلوماسي واقتصادي واجتماعي، وواجهة العرض التي ستكون فارغة بشكل رهيب بعد كارثة بواكي.

وكانت بطولة كأس أفريقيا 2023، بطريقة ما، بمثابة شريان حياة لنظام كان يائسًا لأنه لم يتمكن أبدًا من العثور على الكيمياء التي كان يبحث عنها لكسب تعاطف، إن لم يكن دعم، الشعب المتمرد الذي قد ينفجر عند أدنى شرارة.

وأفضل رد على هذه الادعاءات الجامحة جاء على أرض الملعب، حيث حققت موريتانيا فوزها الأول في نهائيات كأس إفريقيا على حساب “الغول” الجزائري، وفي الوقت نفسه، تأهلوا إلى الدور الثاني من المسابقة للمرة الأولى، ومن خلال القيام بذلك، حققوا فوزًا رائعًا بنتيجة 2-1 ضد فريق لم يفز في النسختين الأخيرتين (2021 و2020)، مما أدى إلى مغادرة المنافسة قبل الأوان.

وأشارت الصحيفة الإسبانية، إلى أن الجزائريون يميلون إلى نسيان هذه الإحصائية، حيث إنهم يعيشون في إنكار تام لواقع يرفضون الاعتراف به، وذلك لغياب سياسة التطوير الرياضي، لا التدريب ولا الاستثمار الذكي.

وخلصت المصادر ذاتها، إلى أنه من الأفضل للقادة الرياضيين والسياسيين الجزائريين أن يتعلموا من إخفاقاتهم ويصححوها، بدلاً من الاستمرار في تغذية هذا المرض الفظيع “التهاب الكوبلوت”، وأن يتخلصوا في أقرب وقت ممكن من “رهاب المغرب” هذا، الذي لا يؤدي إلا إلى إبعادهم إلى الدرجة الثانية، وإلى مؤخرة مجموعة الأمم في جميع المجالات.

Share
  • Link copied
المقال التالي