موجة من الغضب تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر بسبب ما اعتبره الناقدون إهانة و إذلال للشعب الجزائري بسبب توزيع السلطات للمياه القذرة على سكان ولاية تيارات الجزائرية، حيث يعاني سكانها من نقص حاد في المياه منذ شهر ماي الماضي، تاركاً إياهم بلا ماء في منازلهم.
يُعزى هذا النقص إلى جفاف قوي ضرب المنطقة، مما أدى إلى جفاف سدّ بن خضّة، المصدر الرئيسي لتزويد الولاية بالمياه الجارية، ويُظهر مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، أحد سكان مدينة تيارات وهو يسكب سائلًا ذا لون أصفر مائل إلى البني في دلو، بينما يقف أمام شاحنة تحمل لوحة ترخيص حكومية.
ويقول المشتكي: “هذه هي المياه القذرة التي توزعها السلطات”، كما تُظهر مقاطع فيديو أخرى طوابير طويلة من الناس ينتظرون الحصول على الماء، وشاحنات كبيرة تُنقل خزانات مياه إلى المنازل.
ويُعاني سكان العديد من بلدات الولاية من نفس المشكلة، حيث لا تصل المياه إلى منازلهم.
تغير المناخ يُفاقم الأزمة
ويُشير دافيد فاراندا، عالم المناخ ومدير الأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي (CNRS)، إلى أن “جفاف هذا العام استثنائي، حتى بالنسبة لهذه المنطقة شبه الصحراوية”، ويُعزى الجفاف المتواصل الذي ضرب المنطقة منذ عام 2022 إلى تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري.
ويُؤكد فاراندا، الذي شارك في دراسة تُثبت أن تغير المناخ هو السبب في الجفاف الذي ضرب المنطقة، أن “هذه الظاهرة تتفاقم بشكل خطير، مما يُهدد بشكل خطير إمدادات المياه ليس في الجزائر فقط، بل في تونس والمغرب وسردينيا وصقلية أيضًا”.
ويُشير إيف تريمبلاي، عالم الهيدروكلايمات في معهد البحث للتنمية (IRD) في مونبلييه، إلى أن “هذه الأزمة هي استمرار لتوجه طويل الأمد”
ويُوضح تريمبلاي، الذي عمل على دراسات لتوقعات توفر المياه السطحية في خزانات شمال إفريقيا، أن “المنطقة تشهد ارتفاعًا كبيرًا في معدلات التبخر بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى انخفاض معدلات هطول الأمطار.”
ويُضيف المصدر ذاته: “تُشير التوقعات إلى تفاقم هذه الظواهر، فهي ليست مجرد تقلبات مناخية عابرة.”
الحكومة الجزائرية تُحاول احتواء الغضب
وفي محاولة لتخفيف حدة الغضب الشعبي، تُوزع الحكومة الجزائرية المياه الملوثة في شاحنات إلى المناطق المتضررة، كما تعهدت الحكومة بحفر آبار جديدة وإعادة تأهيل البنية التحتية للمياه.
ومع ذلك، يُطالب السكان بحلول مستدامة لأزمة المياه، مُشيرين إلى أن الحلول المؤقتة لا تكفي لمواجهة أزمة المناخ المُتفاقمة.
ويُواجه سكان تيارات مستقبلًا غامضًا، حيث لا تزال أزمة المياه تُلقي بثقلها على حياتهم اليومية، كما يُطالبون باتخاذ إجراءات جادة لمواجهة تغير المناخ وضمان حصولهم على حقهم في الحصول على الماء.
تعليقات الزوار ( 0 )