شارك المقال
  • تم النسخ

الجزائر دخلت الفوضى والحراك يسير نحو التطرف

أمر الرئيس عبد المجيد تبون، يوم أمس الأحد، في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، الوزير الأول بفتح تحقيق سريع في أسباب الحوادث الدموية وحوادث العنف التي تعرفها الجزائر.

ويوضح طلب هذا التحقيق أن حوادث القتل والعنف والنهب التي تعرفها الجزائر والحرائق المنتشرة خلال الأسابيع الماضية في مساحات شاسعة من الغابات، كلها علامات على دخول الجزائر مرحلة الفوضى، يضاف إلى ذلك أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة ناتجة عن نقص السيولة في البنوك والمراكز البريدية، وتوقف محطات تحلية مياه البحر وانقطاع الماء والكهرباء عن العاصمة ومدن أخرى خلال أيام الصيف، وتزايد عدد الموتى بفيروس كورونا، ذلك أن السلطات الجزائرية تُخفي الأرقام الحقيقية لعدد الموتى الذين وصلوا الآلاف حسب تقارير محلية.

مناورات تبون والجنرالات تدفع الاحتجاجات الشعبية نحو التطرف

وفي نهاية يوليوز الماضي، نشرت مجموعة الأزمات الدولية تقريرا خطيرا تشير فيه أن التداعيات الاقتصادية والاجتماعية، الناجمة عن أزمة وباء كورونا، والإجراءات الفوضوية للحجر الصحي التي اتخذتها السلطات الجزائرية، تدفع حركة الاحتجاجات الشعبية نحو التطرف.

فالجزائر بعد بوتفليقة والحراك الذي استمر سنة كاملة، وسيعود قبل نهاية الجائحة، لم تدخل في حوار سياسي واقتصادي وطني لإيجاد الطرق لمباشرة تغييرات تجنب الجزائر السقوط في الفوضى التي باتت قادمة.

والمثير أنه بعد تصريحات تبون بخصوص رفضه التعامل مع المنظمات المالية الدولية، فإن مجموعة الأزمات الدولية طلبت من هذه المنظمات والدول التي لها علاقة بالجزائر ”أن تكون مستعدة لتقديم الدعم المالي للجزائر”، فتبون والجنرالات بهذا المعنى، دخلوا مرحلة الفوضى وفتحوا الجزائر أمام باب التدخل الدولي بعد فشلهم في القيام بإصلاحات لإنقاذ جزائر مابعد بوتفليقة. فالمؤسسات والقوى الدولية باتت تشير أن الجزائر قد تكون على أبواب سيناريو شبيه بأحداث العشرية السوداء لبداية التسعينيات.

سيناريوهات صعبة وهروب نظام تبون لن يستمر طويلا

والحراك، الذي استغل تبون وجنرالاته ظرفية وباء كورونا، وإجراءات الحجر الصحي لتصفية واعتقال أغلب نشطائه، يمكنه أن يضعف ولكنه سيترك وراءه طابورا من الجرائم التي ارتكبها الجنرالات للحفاظ على دولة الجيش دون المرور للدولة المدنية، هذا الفراغ سيقود إلى ظهور جماعات متطرفة دموية وعنيفة لاتقبل بالحوار.

ويضع المتابعون للأزمة الجزائرية نوعان من السيناريوهات وسط الفوضى الحالية في الجزائر، فإما أن الرئيس تبون والجنرالات سيقبلون بالحوار وتلبية مطالب الحراك والقبول بمساعدات خارجية. وإما أنهم سيكونون أمام سيناريو العنف ضد الجنرالات ونظام تبون وتعود الجزائر لأحداث تسعينيات القرن الماضي التي ستعصف بالدولة هذه المرة، لأن الفوضى بدأت في الجزائر والفوضى الكبيرة موجودة في ليبيا، وتحت أرجل الجزائر في منطقة الساحل والصحراء، لذلك يبدو أن مناورات هروب تبون وجنرالاته لن تستمر طويلا.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي