شارك المقال
  • تم النسخ

الجزائر تورط مدريد باستقبال زعيم البوليساريو.. ومخاوف من غضب الرباط

رغم أن وزارة الخارجية الإسبانية، شددت يوم أمس (الجمعة) على أنّ العلاقات مع المغرب لن تتأثر بعد أن استقبلت بلادها زعيم جبهة البوليساريو لتلقي العلاج على أراضيها، إلا أن عددا من المنابر الإعلامية بـ”الجارة الإيبيرية” أشارت إلى مخاوف مدريد من غضب الرباط.

وفي هذا الصّدد، قالت صحيفة «الكونفيدنشال» في تقرير لها، إنّ دخول إبراهيم غالي، الذي يعاني من مرض السرطان وجائحة “كورونا” إلى المستشفى في لوغرونيو، تسبب في خلافات حادة بين وزارتي الشؤون الخارجية والداخلية، حيث عبر فرناندو غراندي مارلاسكا عن مخاوفه.

ووضعت المخابرات الجزائرية حكومة مدريد في موقف حرج للغاية أمام المغرب، بعد أن عمدت إلى تسهيل انتقال زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي إلى الأراضي الإسبانية، عبر تزوير هويته، لاسيما أن وجود زعيم الجبهة في إسبانيا يحدث في وقت توجد قضية مرفوعة ضده أمام المحكمة الوطنية في العاصمة مدريد بتهم التورط في جرائم ضد الإنسانية ما بين 1976 و1987.

هشام معتضد، المحلّل والخبير الدّولي في الأمم المتحدة، أوضح أن تواجد زعيم البوليساريو بالأراضي الإسبانية من أجل العلاج وضع الحكومة الإسبانية في مأزق التبريرات الدبلوماسية والسياسية لتجاوز الاتهامات الحقوقية والقانونية التي وجهها إليها العديد من الفاعلين المدنيين والحقوقيين بالإضافة إلى الناشطين السياسيين بشأن تواجد غالي على أراضيها خاصة وأنه موضوع متابعات قانونية من طرف القضاء الإسباني.

وأضاف معتضد في تصريح لـ”بناصا” أن تسريب خبر تواجد زعيم الجبهة في إسبانيا، خاصة وأن جهات عديدة أكدت عن دخوله الأراضي الاسبانية بهوية جزائرية مزورة لتمويه الرأي العام المحلي والدولي، أبان عن تورط الأجهزة الإسبانية وحكومة مدريد في ملف قد يسيىء إلى سمعتها الأوربية والدولية مما سيؤدي إلى إنهيار أسهمها السياسية على مستوى مؤشر الثقة السياسية لدى النخبة الإسبانية وخاصة حلفاءها الأوروبيين.

وشدّد الخبير ذاته، على أن قبول إبراهيم غالي، من طرف الأجهزة الإسبانية، للعلاج في المستشفيات الإسبانية، ستكون له تبعيات سياسية خطيرة فيما يخص ملفات أخرى مشابهة قد تدفع الحكومة الاسبانية إلى فتحها تحت ضغط المجتمع المدني والفاعلين السياسيين خاصة وأن استقبال شخصية من طينة غالي يضع الإدارة الاسبانية أمام مسألة التمييز السياسي في تقديم ضمانات لإستقبال أشخاص ملاحقين من طرف القضاء الإسباني.

واستطرد المحلّل والخبير الدّولي في الأمم المتحدة، قائلا: “بتواجد غالي في إسبانيا بتنسيق مع الأجهزة الإسبانية، تكون الجزائر قد ورطت، ليس فقط الدولة الإسبانية والإتحاد الأوروبي، ولكن قد ضربت في عمق القيم الغربية الحريصة على تقديس العدالة وفصل السلط”.

وأشار هشام معتضد، إلى أنه رغم تبرير وزيرة الخارجية الاسبانية بتواجد زعيم الجبهة لدواع انسانية، إلا أن الحكومة الاسبانية ستكون مطالبة بتفعيل مسطرة المتابعة القانونية الصادرة في حقه من أجل إثبات حرصها على تحمل مسؤوليتها السياسية في تدبير العدالة الإسبانية وحفاظها على حقوق المواطنين وضمان قيم المساوات والإنصاف القانوني.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي