قررت الجزائر لعب ورقة جديدة في مسار ضغطها على إسبانيا، من أجل دفعها إلى التراجع عن الموقف الذي أعلنه رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، في رسالته الموجهة إلى الملك محمد السادس، والذي أكد فيه على دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، كحل للنزاع المفتعل في الصحراء.
وكشفت صحيفة “elnacional” الإسبانية، أن الجزائر، استثنت إسبانيا من زيادة عدد الرحلات الجوية الدولية التي أعلنت عنها مؤخرا، على الرغم من وجود جالية جزائرية مهمة في شبه الجزيرة الإيبيرية، مكتفية بالإبقاء على الخطوط التي تربطها بجارتها الشمالية، كما كانت حين تقرر إعادة فتح الحدود بشكل جزئي.
وأضافت الجريدة أن الجزائر، قررت الإبقاء على الرحلات الأسبوعية الأربعة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية وأربع رحلات أخرى لشركتي “Vueling” و”Iberia” الإسبانيتين، واحدة للأولى، تربط عاصمتي البلدين، وثلاث للثانية بين برشلونة والجزائر، متابعةً أن هذه المعطيات تشير إلى أن شركة “إيبيريا” هي الخاسر الأكبر من البرنامج الجديد الذي أعلنته وزارة النقل الجزائرية.
وأوضحت أن زيادة الرحلات بين الجزائر وإسبانيا، كان من شأنه أن يعود بالفائدة الكبيرة على شركة الطيران سالفة الذكر، مبرزةً أن البرنامج الذي ألغته الجزائر في 9 مارس، قدم 16 رحلة جديدة بين البلدين، للشركات الإسبانية فقط، حيث اقترح 3 رحلات بين العاصمتين، و3 بين العاصمة الجزائرية وبرشلونة، و5 بين الجزائر وأليكانتي، ومثلها بين وهران وأليكانتي.
وتابع المصدر، أن إلغاء البرنامج، جعل الشركة الإيبيرية تقتصر على ثلاث رحلات أسبوعيا فقط، وهو مثال للخسائر الكبيرة التي سيحدثها القرار الجزائري لـ”إبيريا”، التي ستجد نفسها مضطرة للقيام بثلاث رحلات أسبوعية، متابعةً أن “الشركات الإسبانية ستقوم برحلة أسبوعية وحيدة بين العاصمتين مدريد والجزائر، وهو مثال آخر للتوترات بين البلدين نتيجة التغير المفاجئ في موقف الحكومة الإسبانية”، حسب الجريدة.
وفي سيّاق ذي صلة، نقلت الصحيفة عن الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية شكيب قايد، قوله، في أعقاب الموقف الإسباني من نزاع الصحراء الداعم لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، إنه “من الواضح أننا سنراجع كل الاتفاقيات مع إسبانيا، وفي كل المجالات لنرى كيف ستتطور العلاقة في المستقبل”.
وتعتبر الجزائر المصدر الرئيسي للغاز إلى إسبانيا، حيث تغطي ما يقارب 40 في المائة من احتياجاتها، وأي قيد من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة، مع معدل تضخم وصل بالفعل إلى 9.8 في المائة، فيما تأتي الولايات المتحدة الأمريكية المصدر الثاني للغاز للمملكة (19 في المائة)، بفارق كبير عن الدولة الواقعة في شمال إفريقيا.
وأبرزت الصحيفة، أن دعم إسبانيا للمغرب، الذي ينضاف إلى دعم الولايات المتحدة الأمريكية، وضع البلد المغاربي في قيادة المنطقة، وهو ما يحرم الجزائر من هذا الهدف الذي طالما كانت تطمح إليه، خصوصا في ظل إمكانياتها الطاقية، متابعةً أنه بالتزامن مع هذا التحول في الميزان المغاربي، بدأت واشنطن تعامل الجزائر بعناية، بعدما كانت تقليديا حليفة لروسيا.
تعليقات الزوار ( 0 )