شارك المقال
  • تم النسخ

التّساقطات المطرية الأخيرة تُحيي آمال فلاحي تارجيست بإنقاذ المزروعات من “الذّبول”

أحيت التساقطات المطرية التي عرفتها مجموعة من المناطق في المغرب، آمال الفلاحين في إنقاذ مزروعاتهم من شبح غياب المحصول، الذي رافق مجموعة منهم طيلة الثلاث سنوات الماضية، التي اتسمت بشح في الأمطار، سيما مزارعو الأراضي البورية التي تعتمد بدرجة أساسية على ما تجود به السماء من غيثٍ.

وسجلت العديد من المناطق كميات مهمة من التساقطات، من بينها دائرة تارجيست الواقعة بإقليم الحسيمة، والتي ظلّت طوال الأشهر الماضية تعاني شحّاً في الأمطار، مع تهاطل قليل للثلوج، الأمر الذي جعل العديد من الفلاحين في المنطقة يتوقعون خسائر جسيمة بسبب تأخر نمو المزروعات، وعلى رأسها الشعير والقمح والعدس والجلبان.

وشهدت الجماعات القروية من دائرة تارجيست، كمية أمطار جيدة، بعد ظلّت تتهاطل باستمرار في الفترة الأخيرة، الأمر الذي أُنعشت معه آمال الفلاحين الصغار المنتشرين في المنطقة، بعد أن فقدوا الأمل في الهطول بسبب ندرته خلال شهر أبريل، خصوصاً الفئة التي كانت قد تأخرت في الحرث، مخافة تلقي خسائر مادية جديدة.

ويوضح عبد العلي، وهو فلاح نواحي تارجيست، يمارس الأنشطة الفلاحية منذ عقود، بأن “التساقطات المطرية الأخيرة بالرغم من أنها في العرف متأخرةً، إلا أنه يمكن أن تؤثر إيجاباً على المزروعات، سيما الشعير والقمح، إلى جانب أنها ستحسن من جودة بقية المحاصيل التي تنتشر في المنطقة، مثل الفول والجلبان والعدس”.

وأضاف المتحدث في حديثه لجريدة “بناصا”: “صحيح أن أفضل سيناريو للفلاح هو أن تشهد الفترة الممتحدة بين أكتوبر ومارس تساقطات جيدة، من أجل أن تكون هناك وفرة وجودة في المحاصيل الزراعية، إلا أن استحسان الأمطار الأخيرة، يأتي نظرا للظرفية التي يعانيها المزارعون، والمتسمة بشح في الهطول في السنتين الأخيريتين، وأزمة كورونا التي تتفشى منذ أكثر من سنة”.

وبدوره أعرب مولود، الفلاح القاطن بأحد الدواوير المجاورة لمدينة تارجيست، عن ارتياحه للتساقطات المطرية الأخيرة، “التي ستعود بالنفع على كل المزروعات بما فيها القنب الهندي، الذي ينتشر في المنطقة”، مردفاً أن كمية الأمطار ونوعيتها، سيخدمان الفلاحة بدرجة أولى، “بحكم أن الهطول كان خفيفاً واستمر لحوالي 24 ساعة متواصلة”.

وأشار الفلاح في حديثه لـ”بناصا”: “نحن نفضل هذه النوعية من الأمطار، لأنها تروي الأرض، وتحي المزروعات، دون أن تجرف التربة وتتسبب في السيول”، معتبراً بأنها “حتى وإن كانت متأخرة ولكنها ستنقذ العديد من المزارعين من ضياع ما حرثوا الأرض لأجله، بالرغم من أنها لن تجنبهم الخسارة، ولكنها ستخففها”، حسبه.

يشار إلى أن أغلب الفلاحين الصغار بالمغرب، تعرضوا لأضرار جسيمة بسبب شح التساقطات التي شهدتها البلاد في السنوات الثلاثة الماضية، إلى جانب التداعيات التي نجمت عن جائحة فيروس كورونا المستجد، والتي أثرت على مجموعة من القطاعات، وهو ما جعلهم يمنون في أن يكون الموسم الفلاحي الحالي، أفضل من سابقيه.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي