لا شيء يسمع في شارع محمد الخامس بوجدة، غير صفارة الإنذار، ووحدها سيارات الأجرة الصغيرة الحمراء اللون تقطع الشارع طولا وعرضا وتقل المواطنين..بينما سيارات القوات العمومية والأمن الوطني، تركن على رصيف “روت مراكش”، والسلطات تعلن عن حضر التجوال بشوارع مدينة الألف سنة، إثر تفشي جائحة فيروس “كورونا”، وتسجيل مدينة الألف سنة لأكبر عدد من الإصابات بجهة الشرق.
عقارب الساعة تشير إلى حوالي التاسعة والنصف ليلا، المقاهي مغلقة بشارع محمد الخامس القلب النابض لمدينة وجدة، بينما المطاعم تستعد للإغلاق، والسلطات تتأهب للإعلان حالة الطوارئ، حيث عند الساعة العاشرة ليلا تتوقف الحركة بمدينة الألفية ويبدأ الحجر الصحي.
مدينة وجدة، كانت إلى حدود الأشهر الماضية تحسب على المنطقة 1 هي والأقاليم الخاضعة لنفوذ ولاية جهة الشرق، لكن أمام ازدياد حالات الإصابات ب”كوفيد 19″، أعلنت السلطات عن تدابير جديدة للتصدي لفيروس “كورونا”.
وقررت سلطات عمالة وجدة أنجاد، اعتماد إجراءات جديدة، ابتداء من يوم أمس الأربعاء 21 أكتوبر الجاري، للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد بالإقليم، وأهمها فرض حظر التجوال من الساعة التاسعة ليلا إلى الساعة الخامسة صباحا.
وقالت في بلاغ لها، “على ضوء تضاعف عدد المصابين بوباء كورونا المستجد بين مواطني عمالة وجدة أنكاد، وبناء على توصيات لجنة التتبع المنبثقة عن اجتماعها المنعقد اليوم الاثنين 19 أكتوبر الجاري، تقرر إغلاق جميع المحلات التجارية والمهنية والخدماتية من الساعة الثامنة مساء إلى الساعة السادسة صباحا، مع استمرار منع البث التلفزيوني للمقابلات بالمقاهي والمطاعم، إضافة إلى منع انعقاد الأسواق الأسبوعية، وإغلاق أسواق القرب، ومنع البيع بالتجوال على الساعة الثالثة بعد الزوال.
ومن جهته يقول، الناشط الجمعوي والمشارك في حملات التوعية بوجدة، جمال حدادي، في تصريحه لجريدة “بناصا”، لقد تحلى سكان جهة الشرق عامة و وجدة خاصة بالانضباط و النموذجية منذ بداية الحجر، إذ انخرطت كل الشرائح الاجتماعية فيه و سعت لإنجاحه، و بذلك كانت جهة الشرق أول جهة تخرج من الحجر إلى المنطقة 1 و ظلت الأرقام في وتيرة منخفضة لأسابيع عدة”.
وأضاف، “غير أن المدينة و بحكم قربها لمدينة السعيدية و ارتياد مصطافين من ربوع المملكة لشواطئ السعيدية أغرق الجهة و مدينة وجدة عاصمة الشرق في الوباء و استفحلت الأرقام و لعل العودة لحضر التجوال و التدابير الأخيرة كانت بسبب الوضع الإنذاري الذي أصبحت تعيش على وقعه مدينة وجدة و عدة مدن بجهة الشرق”.
وأكد المصدر ذاته، على أن “هذه التدابير تستلزم صرامة أكثر و وعيا من المواطنين بالوضع، بحيث أن الحضر ابتداء من التاسعة لن يشمل إلى قلة قليلة لطبيعة المدينة و التي تعود أهلها العودة لبيوتهم بمجرد غروب الشمس لقلة المرافق الترفيهية فيها، ثم باقي التدابير التي تستلزم الانخراط الجماعي و الوعي، إذ أن غلق الأسواق الأسبوعية يساهم في زيادة الضغط على سوق باب سيدي عبد الوهاب و سوق الخضر، خاصة بعد تقليص مدة الترخيص للباعة المتجولين”.
ومضى الناشط جمال حدادي يقول:”الاكتظاظ في السوق يستلزم تدابير صارمة و توعية لدى التجار مع إلزامية ارتداء الكمامات و التباعد و تغريم المخالفين، ما دمنا نرى أن الكمامات لا ترى إلا نادرا على وجوه الناس بالشكل السليم الذي به يجب تغطية الفم و الأنف، ثم إن المقاهي، و لو أغلقت ليلا، فمراقبتها في النهار خاصة تلك التي تبث فيها مباريات كرة القدم، و بعضها لا يحترم الطاقة الاستيعابية، و يضاف لهذا كله توفير ما يكفي من حافلات النقل ووسائله حتى تضمن النسبة المقترحة في الطاقة الاستيعابية حسب ما في البلاغ و إلا فسيبقى المواطنون ينتظرون و لن يصلوا لا إلى مقرات عملهم و لا إلى بيوتهم في الوقت، كما يجب تشديد الرقابة على الحمامات و مراقبة الأحياء كي لا تقام الحفلات و لا المآتم، بوعي الجميع بخطورة التجمعات”.
ولفت حدادي، إلى أن هناك شق متعلق بالتحليلات و طريقة تدبيرها و تدبير نتائجها و ضرورة التوعية بأن المشتبه في إصابتهم وجب عليهم المكوث في البيت و العمل على مراقبة ذلك، قائلا:”لا يعقل أن يخرجوا أو أن يرتادوا الأماكن و الفضاءات العامة و لا امتطاء الحافلات و سيارات الأجرة”، لينهي حديثه بالقول:”يجب الخروج مجددا في حملات توعية و تحسيس بخطورة الوضع و إشراك المجتمع المدني في ذلك كله”.
تعليقات الزوار ( 0 )