شارك المقال
  • تم النسخ

التوزيع الكوني غير العادل للقاحات.. هل يقف عائقا أمام القضاء على وباء “كورونا”؟

مازالت دول العالم تتهافت على الحصول على جرعات اللقاح التي تكفي مواطنيها، ومازالت أيضا تتنافس في تحقيق نسب تلقيح مرتفعة إلى الآن، في سياق دولي محموم تجندت دُولُه قرابة العامين لخوض حرب ضروس أمام وباء كورونا.

ومن الأمور التي أبدى فيها الملاحظة خبراء كثر واختصاصيون في المجال، هو التباين الشاسع في نسب التلقيح بين دولة وأخرى، خاصة بين دول الشمال ودول الجنوب، وهو ما اعتبروه غيابا تاما أو نقصا كبيرا في التعاون الدولي في المجال الصحي، وجهلا أيضا بسبل الخروج من أزمة الوباء، والتي يُجمعون على أنها لن تتم إلا كونيا.

منظمة الصحة العالمية دعت إلى دعم آليات التوزيع العادل للقاحات وتسليمها إلى الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، وأضافت أنه مادام لم تتم السيطرة على الجائحة في كل مكان، فإن فيروس كورونا سيتحور وسيستمر في الانتشار في كل مكان أيضا.

كما قدم مدير الصحة العالمية تفسيرا لسبب استمرار الجائحة إلى الآن، حيث قال “يتواصل انتشار الوباء بشكل كبير بسبب استمرار الوصول غير العادل إلى الأدوات” وتابع ” قد تم إجراء اختبارات أكثر بـ 80 مرة، وإدارة لقاحات أكثر بثلاثين مرة في البلدان ذات الدخل المرتفع مقارنة بالبلدان منخفضة الدخل”.

ورأت منظمة الصحة أنه لو تم فرضا القيام منذ البداية بتوزيع عادل للجرعات التي تمت إدارتها عالميا حتى الآن، والتي قاربت 7 ملايير جرعة، لتم النجاح حينها في تحقيق الهدف التي تنشده وما تزال المنظمة في الوصول إلى 40 بالمائة على الأقل من نسبة الملقحين على مستوى العالم.

كما قال د. بروس إلوارد، رئيس مركز الوصول إلى مسرع أدوات كوفيد- بالصحة العالمية، إن “حتى الآن ثمة 82 دولة في العالم معرضة لخطر عدم الوصول إلى هدف 40 في المائة لتغطية سكانها مع نهاية عام 2021، وذلك بسبب عدم وجود الإمدادات، وحتى إن وجدت فهي تكون قليلة وغير كافية، كما أن هذه الدول تحتاج فقط إلى 550 مليون جرعة إن تم تطبيق توزيع عادل بين الجميع”.

وفي السياق ذاته، كان عضو اللجنة العلمية والتقنية المغربية المتتبعة لكوفيد، البروفيسور عز الدين إبراهيمي قد صرح سابقا بأن الخروج من الأزمة الوبائية الحالية لن يكون إلا كونيا، واعتبر أن إقدام الدول على جرعات ثالثة ورابعة قد يحمي مواطنيها لفترة، لكنه لن يكون حلا نهائيا، وأن السبيل نحو الخروج من الأزمة يتمثل في تكريس تعاون عالمي حقيقي في مجال توفير وتوزيع اللقاحات.

جدير بالذكر أن المملكة مازالت تسير وبنجاح في حملتها الوطنية للتلقيح منذ أول جرعة قدمتها في يناير الماضي، حيث فاقت نسبة تلقيح مواطنيها 80 بالمائة، وبلغ عدد الملقحين بالجرعة الأولى 24233292 ملقحا، وعدد الملقحين بالجرعة الثانية 22097957 ملقحا، فيما بلغ عدد الملقحين بالجرعة الثالثة التي تم الترخيص لها أخيرا 1434692 ملقحا.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي